خطوات تصميم خطة البحث من البداية الى النهاية
تمهيد: مدخل الى تصميم خطة البحث
يعتبر تصميم خطة البحث الخطوة الثانية المهمة التي ينبغي أن ينتقل إليها الباحث بعد تحديده لمشكلة البحث وصياغة فرضياته، في ضوء مراجعة الباحث لأدبيات الموضوع النظرية والدراسات السابقة. فتصميم خطة للبحث يمثل دليل عمل، ومرشد مكتوب للبحث، يؤمن وضع تصور الباحث الواضح وصياغته الهيكلية للبحث المزمع إنجازه، عبر خطواته المتتابعة، والمذكورة سابقاً. فبعد الانتهاء من تحديد مشكلة البحث، ومراجعة أدبيات الموضوع والبحوث السابقة، ومن ثم صياغة الفرضيات، يستطيع الباحث أن يشرع في تصميم وبناء خطة البحث.
إن تنفيذ وإنجاز أي بحث تنفيذاً جيداً وسليماً يتوقف على تصميم وإعداد خطة متكاملة وسليمة، واعدادها توفر للمشرف على البحث أو لجنة مناقشة الخطة أساساً لتقويم مشروع البحث، ومتابعة الإشراف والمتابعة مدة تنفيذ البحث، بمراحله المختلفة، وخلال المدة المحددة لإنجازه.
وخطة البحث شبيهة بالتصميم الذي يعده المهندس، إذ أن مثل هذا التصميم يكون قابلاً للمناقشة، والتعديل، والقبول أو الرفض، قبل الشروع تنفيذه. ويخضع عادة إلى مراجعات ومناقشات، قد يصاحبها تعديلات أو تغييرات، حتى يصبح خطة مقبولة وصالحة للتنفيذ. ومن هذا المنطلق فإننا نستطيع القول بأن البحث الجيد عادة ما يتولد عن تصميم خطة معدة إعداداً جيداً.
وتستطيع القول بأن الخطة هي عبارة عن تقرير، مبوب ومنظم، يعطي المشرف والقارئ فكرة واضحة عن الطريق الذي يريد الباحث سلوكه. لذا فالباحث يحتاج أن يضع نفسه في جو غني من الاستشارات العلمية التي تعرضه لآراء الخبراء والمختصين في مجال بحثه. وعندما ينتهي الباحث من إعداد خطته يقوم بعرضها على لجنة، تلتقي في حلقة نقاش علمية منظمة(Seminar) تتكون عادة من مجموعة من الأساتذة المتخصصين والباحثين، يقومون بإبداء آرائهم في الخطة، وعرض وجهات نظرهم فيما يتعلق بميدان البحث، من جهة، والأسلوب البحثي الذي سيتم تطبيقه في اجراء البحث .
وغالباً ما تعقد حلقة نقاش أو سمنار (Seminar) واحد، أو أكثر، لمناقشة خطة البحث مع الباحث، ولا سيما البحوث على مستوى أطروحات الدكتوراه (Dissertations)، أو رسائل الماجستير(Thesis) . فحلقة النقاش تمثل مرحلة اختبار مهمة لمدى وعي الباحث وقدرته على خوض غمار البحث العلمي. وكثيراً ما يضطر الباحث، في ضوء النقد والنقاش، لإجراء تعديلات، جزئية أو كلية، في خطة بحثه. بل وقد ترفض الخطة، في موضوعها أو منهجيتها، ليعود الباحث إلى تقديم خطة أخرى بديلة، فيما بعد.
على أساس ما تقدم، وبعد أن يعد الباحث خطته بشكلها النهائي، يتم الاتفاق مع المشرف والكلية، أو الجامعة، أو الجهة العلمية الأخرى، المعنية بالبحث، على البدء بتنفيذ البحث، واستكمال خطواته الأخرى. من جانب آخر فإن على الباحث الالتزام بخطة البحث تماماً لأن الخطة تمثل عقد او التـزام ، بين الباحث والجهة التي سيقدم لها بحثه .
طالع أيضا : كتاب منهجية البحث العلمي في العلوم الانسانية تدريبات عملية – موريس أنجرس-
عناصر خطة البحث (1)
يشتمل تصميم خطة البحث على عناصر اساسيه ويمكن تقسيمها الى
أولاً : عنوان البحث
ثانياً : المقدمة
ثالثاً : مشكلة البحث وعناصرها
رابعاً: فرضيات البحث
خامساً : أهمية البحث وأهدافه محدداته
سادساً : الدراسات السابقة ذات الصله بالدراسة
سابعاً: منهجية البحث
ثامناً :التعريف بالمصطلحات
تاسعاً :مصادر البحث
وفيما يلي ايجاز عن عناصر خطة البحث.
أولا عنوان البحث
-
ما هو عنوان البحث
يعد الاختيار الموفق لعنوان البحث أو الرسالة أمراً ضرورياً لأنه الدليل الذي يقود القارئ إلى قراءة البحث أو الانصراف عنه. وعموماً ينبغي أن تتوفر ثلاث صفات أساسية في العنوان الجيد، هي:
أ. الشمولية:
أي أن يشمل عنوان البحث، بكل عباراته وكلماته ومصطلحاته العامة أو المتخصصة، المجال المحدد والموضوع الدقيق الذي يدرسه الباحث، اضافة المجال المؤسسي أو الجغرافي الذي يخصه، وكذلك زمن اجراء البحث، إذا تطلب الأمر، والأمثلة التالية توضح بعض عناوين البحوث :
-أثر استخدام برمجية محوسبه في سرعة تعلم اللغة الإنكليزية لدى طلبة التعليم الثانوي في الاردن .
-أهمية السوق العقاري الثانوي في تطوير التمويل الإسكاني وسوق رأس المال في الأردن للسنوات 2000- 2003 .
-دور قانون الأسماء التجارية لعام 1952 والنافذ، في منع التقليد والمنافسة غير المشروعة في الأردن خلال المدة 1998-2002 .
-تطوير نموذج لأثر نظم المعلومات الإدارية في استراتيجية المنشأة في المنظمات الصناعية الأردنية .
-برنامج تدريبي مقترح لتنمية المهارات الأدائية لمعلمي التربية المهنية في الاردن وبيان فاعليته في تنمية تلك المهارات .
-تقويم سياسة إعداد برامجيات الحاسوب الإدارية والمالية: دراسة تطبيقية في السوق الأردني في العام 2003
ب. الوضوح:
ينبغي أن يكون عنوان البحث واضحاً في مصطلحاته وعباراته، وحتى في استخدام بعض من الإشارات والرموز، إذا تطلب الأمر ذلك.
جـ. الدلالة:
ونقصد بها أن يعطي عنوان البحث دلالات محددة للموضوع الذي يجري بحثه ،والابتعاد عن العموميات ،أي أن يكون العنوان محدداً لموضوع البحث ودالاً عليه دلالة واضحة ومحددة .
ومن المشكلات التي يتعرض لها العديد من الباحثين ، لدى تقديم بحوثهم للمناقشة أو التقييم، عدم اختيارهم للعنوان الواضح والدقيق والشامل للبحث أو الرسالة. وتوجه انتقادات كثيرة عادة لهذا الجانب، في أثناء المناقشات ، لذا يتوجب على الباحث التأكد من اختيار العبارات المناسبة لعنوان بحثه، فضلاً عن شموليته وارتباطه بموضوع البحث بشكل جيد .
ونقترح في هذا المجال عدم الإسراع في صياغة العنوان الكامل للبحث إلا بعد تحديد مشكلة البحث، بشكل واضح ودقيق ، وذلك لكي تكون الصورة واضحة عند الباحث لدى صياغة العنوان.
-
صفحة العنوان (2)
كثيراً ما يلجأ الباحث في صفحة العنوان إلى تأطير بحثه بشكل كامل بحيث يذكر فيها بالإضافة إلى العنوان الكامل للبحث، باللغتين العربية والإنكليزية، أموراً مهمة أخرى مثل:
1.اسم المؤسسة العلمية (الجامعة والكلية، أو المعهد) المعنية بالبحث. ويكون موقعها في الجزء الأعلى الأيمن من الصفحة.
2.العنوان في وسط الصفحة، وإلى الأعلى قليلاً من منتصف الصفحة، وبكل تفاصيله التي أشرنا إليها.
3. اسم الباحث الكامل، إلى الأسفل من العنوان، وبالمستوى نفسه ، بعد ترك مسافة مناسبة.
4. اسم المشرف، الذي يأتي بعد اسم الباحث، وفي المستوى نفسه . ولا يجوز أن يسبق اسم المشرف اسم الباحث، في صفحة العنوان
5. أية بيانات أخرى ضرورية، مثل مستوى البحث العلمي والأكاديمي، وتاريخ تقديم الخطة (السنة) الذي يكون في اسفل الصفحة عادة.
وينبغي الاهتمام بصفحة العنوان هذه، لأنها تمثل مرآة خطة البحث.
تقويم عنوان البحث
على الباحث النظر إلى دقة صياغة العنوان من خلال عدد من الاستفسارات، والتي يمكننا إيجازها بالآتي:
1.هل يغطي عنوان البحث جوانب الموضوع والمشكلة، ويحددها تحديداً دقيقاً وواضحاً؟
2.هل العنوان واضح ووصفي وموجز، من جهة، وشامل وذو دلالة، بحيث يغطي كل جوانب الحدود الموضوعية والمكانية (الجغرافية والمؤسسية) وكذلك الزمنية (إن وجدت)
3.هل من الضروري أن يشتمل العنوان الرئيس للبحث على عنوان ثانوي، مكمل وموضح وضروري.
4.هل تم تجاوز بعض العبارات الغامضة والمضللة والجذابة، التي لا لزوم لها، مثل: “نقد إلى” أو “تحليل لـ” ، أو “دراسة في” …الخ
5.هل ترتسم علامات الفهم أو الغموض على القراء والمستمعين أو المناقشين للعنوان عند سماعهم أو قراءتهم له ؟
6.بماذا يختلف عنوان البحث الجديد عن العناوين في الدراسات السابقة التي تعاملت مع موضوع مشابه للبحث، أو مقارب له. وهل يكفي هذا الاختلاف لتبرير مشكلة البحث؟
طالع أيضا: دليل الطالب في منهجية كتابة مذكرة الماستر pdf
ثانيا المقدمة Introduction
يحتاج الباحث إلى كتابة مقدمة عامة، تعد تمهيداً لخطة بحثه، وذلك حال انتهائه من كتابة عنوان البحث. وتمثل المقدمة عادة مدخل عام إلى المجال الموضوعي للبحث وتشتمل على الجوانب الآتية:
1- توضيح الميدان العام لمشكلة البحث. فإذا اختار الباحث الكتابة عن دور نظام المعلومات الإدارية في تطوير أداء المنظمة مثلاً، فعلى الباحث التطرق في مقدمته عن مسيرة المنظمة في حال تبنيها لهذا النوع من النظم وتأثيره في أدائها. وإذا كان اختيار الباحث لموضوع سرعة تعلم اللغة الإنكليزية لدى طلبة – التعليم الثانوي باستخدام برمجيه محوسبه، فإن عليه أن يستعرض في مقدمته الدور الذي يلعبه الحاسوب في التطور الحاصل في المسيرة التربوية المعاصرة، وهكذا…
2- استعراض عام لأهمية الموضوع الذي اختاره الباحث، وأهمية وصول الباحث إلى نتائج تؤمن أفضل الطرق في استخدام الحاسوب، مثلاً، في تعلم اللغة الإنكليزية في التعليم الثانوي، أو التصور العام لأهمية تطوير نظام كفء للمعلومات الإدارية في تطوير عمل المنظمة.
3- توضيح أسباب اختيار الباحث لهذه المشكلة وهذا الموضوع. حيث يوضح الباحث المجالات والعوامل التي ساعدته في تبني مشكلة البحث، وهل كانت لخبرته ومجال عمله دور في ذلك، أم أن هنالك أسباب أخرى غير مباشرة هي التي ساعدته في اختيارها.
4- تحديد الجهات التي يمكن أن تستفيد من نتائج هذا البحث. ففي مثالينا السابقين يمكن أن تستفيد العديد من المنظمات الأردنية من نتائج البحث الذي يتطرق إلى أهمية نظم المعلومات المعاصرة، وكذلك استفادة المؤسسات التعليمية من استثمار إمكانات الحواسيب في تدريس اللغة الإنكليزية، وهكذا بالنسبة للموضوعات والمشكلات الأخرى التي يمكن دراستها وبحثها.
5- توضيح مدى النقص والضعف الذي يمكن أن ينتج عن عدم القيام بمثل هذا البحث، ثم توضيح كيف سيتمكن مثل هذا البحث الإسهام في معالجة النقص الموجود. ففي موضوع أثر استخدام البرمجيه المحوسبه في سرعة تعلم اللغة الإنكليزية، مثلاً، فإن الباحث يمكن أن يوضح في مقدمته بأن استمرار المعلمين في تدريس الطلبة لهذه اللغة بالطرائق التقليدية يمكن أن يجعل الطلبه غير قادرين
على سرعة تعلم اللغة الإنكليزية، وبالتالي فهمها بالكفاءة نفسها التي يهيئها لهم استخدام الحاسوب.
6- عرض عام للمحاولات والجهود السابقة التي قام بها الباحثون الآخرون في هذا المجال، وجوانب القصور في هذه المحاولات والجهود.
ثالثا : مشكلة البحث Research Problem
لقد تطرقنا إلى التعريف بمشكلة البحث، بشكل وافي، في الفصل السابق،. ويجدر القول هنا أن المشكلة ينبغي أن تصاغ بشكل يعطي انطباعاً واضحاً على أنها موقف غامض أو تساؤل، أو تساؤلات يجدر بالبحث الاجابة عليها. مثل هذا التساؤل، أو التساؤلات، تراود ذهن الباحث ويحاول إيجاد حل أو جواب مناسب لها. وينبغي أن تحدد عبارات المشكلة بشكل دقيق وواضح .
من المفضل أن تحدد مشكلة البحث بشكلها الأساسي الدقيق أولاً بجملة عامة نسبياً أو بصيغة سؤال، ومن ثم يحدد الباحث العناصر المختلفة للمشكلة بصورة أكثر تحديداً أو بصورة أسئلة فرعية تشكل الاجابات عليها إجابة عامة عن السؤال الرئيس وكما هو موضح في المثالين التاليين.
مثال (1): المشكلة الرئيسية هي:
“مدى استجابة نظام الرقابة الداخلية لمتطلبات تكنولوجيا المعلومات في الشركات المساهمة العامة الأردنية.”
أما عناصر مثل هذه المشكلة فيمكن أن تتمثل بالتساؤلات التالية:
أ.ما درجة ملائمة بيئة نظام الرقابة الداخلية في الشركات المساهمة الأردنية لاستخدام تكنولوجيا المعلومات؟
ب.ما أثر تكنولوجيا المعلومات على نظام الرقابة الداخلية في الشركات المساهمة العامة؟
ج.ما المشكلات التي يمكن لنظام الرقابة الداخلية أن يواجهها من خلال تبنيه تكنولوجيا المعلومات؟
د.ما المقومات التي ينبغي توفرها في نظام الرقابة الداخلية في الشركات المساهمة العامة الأردنية لتكون بيئة مناسبة لاستخدام تكنولوجيا المعلومات؟
مثال (2): المشكلة الرئيسه هي:
” بناء برنامج تدريبي لتنمية المهارات الأدائيه لدى معلمي التربية المهنية في الاردن وبيان فاعليته في تنمية تلك المهارات “
أما عناصر مثل هذه المشكلة فيمكن ان تتمثل بالتساؤلات الآتية :-
1- ما المهارات الادائية التي يتطلب امتلاكها من قبل معلمي التربية المهنية لتأدية مهامهم بالشكل المطلوب ؟
2- ما درجة امتلاك المهارات الادائية لدى معلمي التربية المهنية في الاردن ؟
3- ما مكونات البرنامج التدريبي المقترح لتنمية المهارات الادائية لدى معلمي التربية المهنية في الاردن ؟
4- ما فاعليه البرنامج التدريبي المقترح في تنمية المهارات الادائية لدى معلمي التربية المهنية في الاردن ؟
رابعا : فرضيات البحث Research Hypotheses
قد تكون هنالك فرضية واحدة شاملة لكل جوانب موضوع البحث، أو أكثر من فرضية واحدة، لتعكس الإجابة أو الإجابات عن التساؤلات التي وردت في عناصر المشكلة، وكما أوضحنا ذلك سابقاً. مثال ذلك :
يؤثر امتلاك نظم المعلومات الإدارية، في المنظمات الصناعية الأردنية، في انتاجيتها .
ولكن من المفضل أن تكون هنالك أكثر من فرضية واحدة تعطي تفسيرات وافية لمشكلة البحث، وعناصر المشكلة المختلفة. ففي مثالينا السابقين، يمكن أن نوضح الآتي:
مثال (1):
بالنسبة إلى مشكلة البحث وعناصرها، ذات العلاقة بـ “درجة استجابة نظام الرقابة الداخلية في الشركات المساهمة العامة الأردنية لمتطلبات تكنولوجيا المعلومات”, يمكن أن تتمثل الفرضيات بالآتي:
أ. البيئة الأردنية ملائمة لاستخدام تكنولوجيا المعلومات في نظام الرقابة الداخلية.
ب. تؤثر تكنولوجيا المعلومات في نظام الرقابة الداخلية في الشركات المساهمة العامة الأردنية
ج.هنالك بعض المشكلات التي يمكن أن يواجهها نظام الرقابة الداخلية من خلال تبنيه لتكنولوجيا المعلومات
د.هناك مقومات رئيسية تساعد نظام الرقابة الداخلية ليكون في بيئة مناسبة مع استخدام تكنولوجيا المعلومات.
هـ.هناك وسائل مناسبة تساعد المدقق الداخلي في مواجهة متطلبات تكنولوجيا المعلومات
مثال (2): الفرضية الرئيسية هي:
لاتوجد فروق ذات دلالة احصائية عند مستوى ( 0.05 = ) في تنمية المهارات الادائية لدى معلمي التربية المهنية تعزى لاثر البرنامج التدريبي
تقويم الفرضيات
تشكل الفرضيات عنصراً مهماً يعكس قدرة الباحث على تحديد إجراءات اختبارها. ولذلك لا بد من تقويم الفرضيات من خلال الأمور الآتية :-
1.هل قام الباحث بتوضيح العلاقة بين المتغيرات التابعة والمستقلة في مشكلة البحث وعناصرها المختلفة ؟
2. هل تقدم الفرضيات تفسيرات كافية لحل مشكلة البحث أكثر من أية فرضيات أخرى مناظرة ؟
3. هل يستطيع الباحث إخضاع فرضيات البحث للتحقق والاختيار ؟
4. هل عبر الباحث عن الفرضيات والمتغيرات المتضمنة فيها بعبارات محددة وواضحة، بحيث لا تدع مجالاً للشك في العوامل التي ستخضع للاختبار؟
5. هل تساعد الفرضيات في التنبؤ بالحقائق والعلاقات بين المتغيرات التي لم يجر بحثها سابقاً؟
-متغيرات البحث
تستخدم المتغيرات، المستقلة منها والتابعة وغيرها من أنواع المتغيرات، في مشكلة البحث وعناصرها والفرضيات بشكل منهجي منظم. ونستطيع أن نعرف المتغير Variable في البحث العلمي بأنه خاصية أو سمـة تظهر بحـــالات أو ( متغيرات نوعية ) متعددة أو بمقادير كمية (متغيرات كمية) فالطول متغير والوزن متغير، والجنسية متغير ،وكذلك الحالة الاجتماعية وغيرها .
أنواع المتغيرات
وهنالك أنواع عديده من المتغيرات في البحث العلمي، وسنتطرق هنا إلى ثلاثة منها:
1.المتغير التابع Dependent variable
2.المتغير المستقل Independent variable
3.المتغير الدخيل Confounding Variable
1-المتغير التابع Dependent variable:
يعد المتغير التابع مركز اهتمام الباحث، ومحركاً مهماً لتوجهاته، إذ يحاول الباحث فهم هذا النوع من المتغيرات، وطبيعة تغيراتها. وبعبارة أخرى فإن المتغير التابع هو المتغير الرئيس الذي يخضع للتحري (investigation). وعلى هذا الأساس فإن تحليل المتغير التابع، والتحري عنه وإيجاد ماهية المتغيرات التي تؤثر فيه، هو أساس تحرك الباحث في إيجاد الإجابة المحتملة عن تساؤلاته. ومن أجل كل هذا فإن الباحث يكون مهتماً في القيمة الكمية للمتغير التابع وقياسها، وكذلك قياس بقية المتغيرات المؤثرة فيه. مثال ذلك:
أ.مدير لأحد المشاريع، الصناعية أو التجارية، يساوره القلق حول مبيعات منتج جديد (Sales of a new product) تم عرضه، بعد اختبار للسوق، لم تلب المبيعات مستوى طموحاته. فإذا انطلقت مشكلة البحث من هذا العرض، فإن المتغير التابع هنا هو مبيعات المنتج الجديد، لأن مبيعات المنتج يمكن أن تكون متباينة، عالية أو منخفضة أو وسط. فهي إذن متغير. وطالما أن المبيعات هي المنطلق الأساسي لمدير المشروع، فهي في هذه الحالة (في مشكلة البحث) تكون المتغير التابع (Dependent Variable).
ب.باحث يهتم بدراسة ما يؤثر في معدل المديونية(Ratio of Debt) لشركات صناعية في بلد معين، هنا يكون معدل المديونية هو المتغير التابع لمشكلة البحث.
ج. باحث يهتم بدراسة اثر طريقة التدريس في التحصيل الدراسي في مبحث العلوم لدى طلبة التعليم الثانوي في الاردن . فإن المتغير التابع في هذه المشكلة هو التحصيل الدراسي .
2- المتغير المستقل Independent variable:
المتغير المستقل هو ذلك العامل الذي يؤثر، في المتغير التابع. ولا يوجد المتغير المستقل (المؤثر) إلا بوجود المتغير التابع (المتأثر)، ويفترض الباحث أن أي زيادة أو نقصان في مقدار المتغير التابع، تنجم عن زيادة أو نقصان في المتغير المستقل. مثال ذلك:
وفيمايلي بعض الأمثلة عن العلاقات بين المتغيرات المستقلة والمتغيرات التابعة في موضوعات شتى، مثل:
– التفكك العائلي أو الأسري، المتمثل بانفصال الزوج عن الزوجة (كمتغير مستقل)، وأثره في ارتفاع نسبة الجريمة عند الشباب المراهقين (كمتغير تابع)
– استخدام الحاسوب في تعليم مادة اللغة العربية في المدارس الابتدائية (كمتغير مستقل)، وأثره في التحصيل الدراسي (كمتغير تابع)
– مستوى الأداء البيعي للسلع الاستهلاكية (كمتغير تابع)، وجودة الإعلان التلفزيوني (كمتغير مستقل)
– قلة المخالفات المرورية في شوارع العاصمة (كمتغير تابع)، وزيادة عدد أفراد شرطة السير (كمتغير مستقل)
3- المتغير الدخيل Confounding Variable
نفترض أن باحثاً في الزراعة أراد اكتشاف تأثير سماد كيميائي معين في طول النباتات فإن السماد الكيميائي هو المتغير المستقل وطول النبتة هو المتغير التابع. ونتوقع أن يقوم الباحث بتخصيص اثنين من أصص النباتات، تنال إحداهما السماد الكيميائي ولا تنال الأخرى أياً منه، ليستنتج فيما ما بعد إذا كانت النباتات في الحالة الأولى أطول من الحالة الثانية.
إلا أن الباحث لكي يتوصل إلى الاستنتاج السليم عليه أن يتساءل ما الذي يمكن أن يؤثر في المتغير التابع (طول النبتة)؟ والجواب عن ذلك، عدد كبير من العوامل مثل ضوء الشمس، ونوعية التربة، وحيوية البذور، وتعرض النبتة للحشرات، والفطريات، والجراثيم، ونسبة الرطوبة في المختبر، والتيارات الهوائية، ودرجات الحرارة …. وهلم جرا.
على الباحث أن يثبت تأثير هذه العوامل جميعها، أو يلغيها فيضع البذور نفسها في التربة نفسها في المكان نفسه . بحيث تتعرض الأصص التي يوضع فيها السماد إلى الظروف نفسها التي تتعرض لها الأصص التي لا يوضع فيها السماد، ولا فرق في ظروفها سوى وجود السماد الكيماوي في الأول وغيابه في الثاني.
إن لم ينتبه الباحث لأي عامل يمكن أن يؤثر في المتغير التابع أو لم يسيطر عليه، فإن ذلك المتغير يعد متغيراً دخيلاً Confounding Variable. ويهدد وجوده الصدق الداخلي للبحث أي أن الباحث لا يستطيع أن يعزو النتائج تأثر المتغير المستقل وحده التاسع (سنتحدث عن هذا الأمر بالتفصيل في الفصل السادس).
-دور المتغيرات في البحث العلمي
تعد جميع أنواع المتغيرات، ولا سيما المتغيرات التابعة والمتغيرات المستقلة، ركائز أساسية في البحث العلمي، في مختلف الموضوعات والتخصصات وفي مختلف أنواع البحث ومناهجه بشكل عام والتصاميم التجريبية بشكل خاص. ويمكننا أن نلخص أهم الفوائد والمردودات البحثية للمتغيرات بالآتي:
1.يعد المتغير التابع Dependent Variable المفهوم الأساسي في تحديد مشكلة البحث، التي تعتبر المنطلق الضروري لكل أنواع البحوث، وفي مختلف التخصصات والدراسات.
2.المتغير المستقل Independent Variableهو المنطلق الرئيس لكل فرضية من فرضيات البحث، لأنه المتغير المؤثر والمسبب لمشكلة البحث. ومن الضروري وجود المتغير المستقل هذا إلى جانب المتغير التابع في فرضية البحث.
3.تعد المتغيرات التابعة والمتغيرات المستقلة، مفاهيم ومنطلقات رئيسه يعتمد عليها الباحث في التحري عن الدراسات السابقة وأدبيات الموضوع.
4.تكون مناقشات الباحث لأدبيات الموضوع والدراسات السابقة، وعلاقة دراسته الحالية بها، على أساس المتغيرات التي اعتمدها في بحثه.
5.يعتمد اختبار فرضيات البحث على مناقشة المتغيرات التي اعتمدها الباحث، وعلاقاتها الإيجابية أو السلبية ببعضها.
6.تستعرض استنتاجات الباحث كل ما له علاقة بالمتغيرات المعتمدة من قبل الباحث.
7.يكون محور المعلومات الواردة في مستخلص البحث abstractالمتغيرات التي اعتمدها الباحث وارتباطاتها ببعضها.
8.وأخيراً، وفي ضوء ما تقدم، فإن الدراسة (بحث، أو رسالة ماجستير، أو أطروحة دكتوراه) لن تأخذ مداها وشكلها البحثي العلمي إلا إذا ارتبطت بتحديد الباحث لمتغيرات بحثه المختلفة، التابعة منها أو المستقلة، وإدراكه لها ولارتباطاتها.
طالع ايضا : منهجية تحرير الأطروحة ومذكرة التخرج PDF
خامسا : أهمية البحث
يجب على الباحث أن يوضح أهمية بحثه في عبارات مقنعة، وتبرز أهمية البحث عادة بجانبين أساسيين هما:
-ما هي الأهمية النظرية للبحث وأين تقع نتائج الدراسة في حل المشكلات الخلافية النظرية؟ وماذا سيضيف من حقائق ومعلومات جديدة إلى المعرفة في حقل الاختصاص .
-ما هي الأهمية التطبيقية للبحث وأين يمكن الاستفادة من النتائج في الواقع الحياتي؟
وبالنسبة إلى أهداف البحث، فإنه على الباحث تحديد ماهية هذه الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها أو إلى تقديمها للقارئ من خلال الخوض في مثل هذا الموضوع.
سادسا : تعريف المصطلحات Definition of Terms
يعد تعريف الباحث بالمصطلحات المستخدمة في تصميم خطة البحث أمراً مهماً. حيث ينبغي أن يقدم تعريفاً إجرائياً، وأن لا يقتصر على المصطلحات العلمية المتخصصة فحسب، التي غالباً ما يلجأ الباحث إلى المصادر والمراجع المتخصصة لاقتباس تعريفاتها، من دون التأكد من أن هذه التعريفات تتسق مع سياقات الموضوع التي سيتطرق إليها لدى كتابة بحثه . وأن يشمل بالتعريف المصطلحات جميعها التي يتطرق إليها في مشكلة بحثه، وعناصر المشكلة والفرضيات. فعبارات مثل الموظفين، الطلبة، التجار، القاصرين …
الخ، التي تذكر في العنوان والمشكلة والفرضيات تحتاج هي الأخرى إلى تعريف المقصود بها. بكلمة أخرى فإن على الباحث إيضاح ما يقصده وما سيذهب إليه في بحثه بخصوص هذه المصطلحات، حتى وإن استعان بالمصادر والمراجع في تعريفاته. فعليه أن يتأكد من تطابق هذه التعريفات مع سياق المعالجة الفعلية في البحث.
وعلى أساس ما تقدم فإن الباحث يستطيع وضع عدد من التساؤلات المعنية بالمصطلحات نصب عينيه، والتي يمكننا أن نلخصها بالآتي:
1.هل حللت المصطلحات والمفاهيم المهمه الواردة في البحث تحليلا كافيا ؟
2.هل أعطيت تعريفات واضحة لهذه المصطلحات والمفاهيم ؟
3.هل تمت مراجعة المصطلحات المستمدة من ميادين خاصة، بالرجوع إلى القواميس والمراجع الفنية المناسبة ؟
4.هل استخدمت المصطلحات والمفاهيم ، كما حددت في صلب البحث ، بثبات ودون تغيير ؟
5.هل أعطى الجزء الخاص بـ ” تحديد المصطلحات ” عنواناً مناسبا وثبت في بداية التقرير ؟
6.هل تم تجنب الإطالة الغامضة التي لا ضرورة لها في تعريف المصطلحات؟
سابعا : الدراسات السابقة ذات الصلة
يقصد بالدراسات السابقة البحوث و الدراسات التي سبق أن أجراها باحثون آخرون في هذا الموضوع أو الموضوعات المشابهةٍ، وماهية هذه الدراسات والأهداف التي سعت إلى تحقيقها، وأهم النتائج التي توصلت إليها، ليتمكن الباحث فيما بعد من تمييز دراسته الحالية عن تلك الدراسات .
ومن الضروري النظر إلى الدراسات السابقة وفق منظور تساؤلي يضع في الإعتبار الاستفسارات الآتية :
1. هل تم إعداد ملخص واف لأهم الدراسات التي تناولت المتغيرات موضوع البحث ؟
2. هل تم تقويم الدراسات السابقة ، فيما يتعلق بكفاية عيناتها وسلامة مناهجها ودقة استنتاجاتها ؟
3.هل تمت معالجة الدراسات السابقة بحيث يتضح للقارئ أن النتائج المتاحة لا تحل المشكلة الراهنة حلا كافيا ؟
4. هل عرضت الدراسات السابقة عرضا تاريخيا فقط، يرغم القارئ على أن يتمثل بنفسه الحقائق، ويستنتج العلاقات الموجودة بين البحوث التي تم استعراضها وبين المشكلة ؟ أم أن العرض يجمع الحقائق والنظريات المناسبة مع بعضها، وينسج منها شبكة من العلاقات تكشف عن الفجوات في المعرفة، وتشير إلى القضايا المتضمنة في البحث ، وتمهد الطريق للانتقال المنطقي لصياغة الفروض؟
ثامنا : منهجية البحث Research Methodology
يقصد بالمنهجية الأسلوب الذي اختاره الباحث لبحثه، أي ما إذا كان قد اختار المنهج الوثائقي التاريخي، أو المنهج المسحي، أو منهج دراسة الحالة أو المنهج التجريبي… الخ ؟ ويتم ذلك الاختيار عادة في ضوء الإمكانات المتاحة للباحث وطبيعة موضوعه.
أما العينة المختارة فنقصد بها نوع العينة التي اختارها الباحث لبحثه – عشوائية بسيطة أو طبقية أو حصصية … الخ – وما هو حجم تلك العينة؟ وينبغي أن يكون الباحث واعياً لسبب اختيارهلعينة وميزات وعيوب العينة التي اختارها. ( وسوف نوضح ذلك في الفصل الثامن من هذا الكتاب ) .
تاسعا : تحـديد قائمة المصـادر List of References
ونعني بها قائمة بالمصادر التي ينوي الباحث الاعتماد عليها في كتابة بحثه. ولابد من التأكيد هنا إلى أن طريقة ذكر المصادر، في تصميم خطة البحث، لها شروطها التي يمكن أن نلخصها بالآتي:
1. جمع البيانات الشاملة وتدوينها عن كل مصدر في نهاية البحث والتي تشتمل على اسم المؤلف (أو المؤلفين) الكامل، وعنوان المصدر (الكتاب، المقالة، التقرير …). ومن ثم، في حالة الكتب، تذكر الطبعة (في حالة وجود طبعة ثانية أو أكثر)، ثم مكان النشر، والناشر، وسنة النشر، والصفحات. أما بالنسبة للمقالات والدراسات، فيذكر عنوان المجلة أو الدورية، ثم المجلد والعدد والسنة، والصفحات. وسنأتي على ذكر أمثلة لمثل هذه المصادر وغيرها.
2.المدخل الرئيس لأي مصدر يوثق هو اسم المؤلف، آخذين بنظر الاعتبار ما يأتي:
أ. يذكر الاسم الأخير للمؤلف الأول، في حالة وجود أكثر من مؤلف واحد.
ب. في حالة وجود أكثر من ثلاثة مؤلفين، فيستحسن ذكر اسم المؤلف الأول فقط، ثم تضاف عبارة (وآخرون) بين قوسين، بالنسبة للمصادر العربية. وعبارة (et al) وتعني (and others)بالنسبة للمصادر الأجنبية .
3.في حالة عدم وجود مؤلف فإن المدخل الرئيس يكون المؤلف اسم هيئة (وزارة، مؤسسة … الخ) وبذلك تكون هذه الهيئة هي المدخل.
من الضروري أن تتطابق أرقام وبيانات المصادر الموجزة المذكورة في المتن مع المصادر المذكورة في نهاية الفصل
4.وبالنسبة للألقاب العلمية للمؤلفين يذكر اسم المؤلف أو الكاتب في الاستشهاد المحصور بين قوسين، أو في قائمة المصادر، خاليا” ومجردا” من الألقاب العلمية المهنية . فتحذف كلمة مهندس أو دكتور أو أستاذ أو معالي أو ما شابه ذلك، باستثناء الملاحظات التي تذكر في هوامش الصفحات والمتعلقه بالمقابلات الشخصية للأفراد والشخصيات.
5. لدى تكرار المصادر، في حالة استخدام طريقة توثيق المصادر في حاشية الصفحة وهامشها، فهنالك قواعد خاصة بها. ففي حالة تكرار المصدر بشكل مباشر ، أي أن المعلومات التي استفاد منها الباحث هي من المصدر نفسه ، فيستخدم الباحث العبارة الآتية: نفس المصدر ، ص20 أما باللغة الإنكليزية فتستخدم العبارة الآتية: Ibid. P. 20
وفي حالة تكرار المصدر بشكل غير مباشر ، أي أن المعلومات التي استفاد منها الباحث هي من مصدر سبق وأن استفاد منه في مكان سابق من البحث ، ولكنه ورد قبل مصدر أو مصادر أخرى ، كانت قد فصلت بينه وبين ذكره مرة أخرى , فيستخدم الباحث هنا طريقة ذكر أسم الكاتب فقط، ثم عبارة مصدر سابق، ثم رقم الصفحة أو الصفحات التي وردت فيها المعلومات المستقاة .
6. يرى بعض الكتاب المهتمين في مجال توثيق المصادر والمعلومات في البحوث والدراسات والرسائل الجامعية إلى وضع خط تحت عنوان المصدر، لا سيما إذا كان مقالة أو بحث. وكذلك وضع مختلف أنواع الإشارات وعلامات التنقيط بعد مقاطع من البيانات الببليوغرافية للمصدر، مثل النقطتين المتعامدتين، والأقواس الصغيرة المعقوفة أو ما شابه ذلك.
7. تذكر أنواع المصادر جميعها (كتب، مقالات، بحوث، رسائل جامعية، مصدر إلكتروني …) في قائمة واحدة متسلسلة هجائياً، ابتداء بالمصادر العربية، يليها المصادر الأجنبية.
طالع ايضا : تحميل كتاب إعداد خطة البحث في مذكرة التخدج . PDF
المصدر : معظم هذه المعلومات تم جمعها من كتاب : مناهج البحث العلمي أساسيات البحث العلمي ومن مصادر علمية اخرى مدرجة في تهميش البحث.