مفهوم العنف الأسري
مقدمة
إن العنف الأسري، وإن كان يبدو أقل حدة عن غيره من أشكال العنف السائدة إلا انه أكثر خطورة على الفرد والمجتمع، وتكمن خطورة العنف الأسري في أنه ليس كغيره من أشكال العنف ذات النتائج المباشرة التي تظهر في إطار العلاقات الصراعية بين السلطة وبعض الجماعات السياسية والدينية، بل إن نتائجه غير المباشرة والمترتبة على علاقات القوة غير المتكافئة داخل الأسرة وفي المجتمع بصفة عامة، غالبا ما تحدث خللا في نسق القيم واهتزازا في نمط الشخصية خاصة عند الأطفال مما يؤدي في النهاية وعلى المدى البعيد إلى خلق أشكال مشوهة من العلاقات والسلوك، وأنماط من الشخصية ذات التشكيل النفسي والعصبي الجديد. وهذا بحد ذاته كفيل بإعادة إنتاج العنف سواء داخل الأسرة أو في غيرها من المؤسسات الاجتماعية في المجتمع.
اشكالية الدراسة :
العنف الأسري يعتبر احد المشكلات الاجتماعية المقلقة في المجتمعات والذي يجب التعامل معه باعتباره جزءا من ظاهرة اعم واشمل من حدود الأسرة وعلاقاتها حيث أنها باتت تهدد الأمن والسلامة للأسرة والمجتمع على حد سواء.
وخطورة العنف الأسري في انه يحدث داخل الأسرة. وقد لا يشعر به أحد لأنه يحدث داخل جدران المنزل وتحت مظلة الترابط الأسري. وعند مناقشة هذه الظاهرة على أنها حديثة فهي لا تعني أنها لم تكن موجودة من قبل، فالعنف موجود في معظم المجتمعات البدائية والمتحضرة والغنية والفقيرة على حد سواء لكن هذه الظاهرة لم تكن تناقش في الماضي بشكل علني لنظرة الكثير من أفراد المجتمع لها بوصفها أمور عائلية خاصة لا يصح أن تناقش بشكل علني، لأنها تتناقض مع النظرة المثالية للأسرة وما يجب أن تكون عليه، ولكن مع ظهور مبادئ حقوق الإنسان في العالم وانتشارها ونشاط الحركات النسوية ومطالبتها باحترام حقوق المرأة والمحافظة على آدميتها، أصبحت ظاهرة العنف الأسري تناقش كمشكلة اجتماعية ، وهذا ما شجع النساء اللآتي تعرضن للعنف اللجوء إلى القضاء لإنصافهن، وتشير الإحصاءات إلى انتشار الظاهرة في كل المجتمعات ، بغض النظر عن وصفها وتصنيفها. وفي كل المجتمعات قد يقع العنف من قبل الزوج على الزوجة، أو من الزوجة على الزوج، أو من الأزواج على الأبناء، أو من قبل الأبناء على الآباء والأمهات.
بالرغم من أن المجتمعات العربية تتفق مع غيرها من المجتمعات في حقيقة الظاهرة ووجودها، إلا أنها تختلف معها في درجة الاهتمام والمصارحة بها لدرجة قد يفسر.
بالإهمال والتجاهل المتعمد والذي يدوره سمح للظاهرة بالاستشراء والاستمرار.
أولا العنف الأسري ضد المرأة في الغرب:
ارتفع عدد ضحايا العنف في أوربا من النساء حتى فاق ضحايا الحوادث المرورية
والأمراض الخطيرة [السرطان في أوربا قاطبة سنويا وذلك وفقا لمصادر برلمانية أوربية.
المرأة في أمريكا:
مليون امرأة في السنة تعاني من كونها ضحية للعنف الذي لا يصل إلى درجات الموت، ويكون هذا الاعتداء من قبل شخص قريب للضحية، هذه الإحصائية تعتبر من أكثر الإحصائيات اعتدالا، وأربعة ملايين أمريكية تقع تحت اعتداء خطير، من قبل شريك قريب لها خلال سنة.)
ثانيا: العنف الأسري في العالم العربي:
ولأن العنف مشكلة عالمية أفرزته الظروف والمتغيرات الاقتصادية والاجتماعية التي مست كل شئ، بما فيه كيان الأسرة وأفرادها. فكان طبيعيا أن يقتحم الأسرة العربية باعتبارها جزءا من هذا النسيج العالمي.
ولقد ظهرت العديد من الدراسات والمؤتمرات(انظر مؤتمر العنف الأسري وأثره على المجتمع العربي، السودان 2012م) التي تتناول(مشكلة العنف الاسري)، وقد أثبتت كل الأوراق بالإحصاءات والأرقام وجود مشكلة العنف، واعتبرتها هاجسا يقلق كافة المستويات والأوساط الاجتماعية، سواء المعنية بقضايا المرأة خاصة أو العامة.
ففي المؤتمر الذي انعقد بالخرطوم، وبتنظيم من اتحاد مجالس البحث العلمي العربية بالتعاون مع وزارة الرعاية والضمان الاجتماعي وأكاديمية السودان للعلوم تحت عنوان العنف الأسري واثره على المجتمع العربي، والذي قدمت فيه حوالي ثماني عشرة ورقة علمية من تخصصات علمية مختلفة، قدمهما أكاديميون ومهتمون ومختصون من الدول العربية. تناولت معظمها الأسباب والعوامل والدوافع والآثار والمعالجات، ومن خلال هذه الآوراق العلمية اتضح أنها خرجت بنفس النتائج والتوصيات وكذا الحال للمعالجة المنهجية والموضوعية لموضوع المؤتمر.
دراسات ذات صلة : العنف الأسري: دراسة منهجية في المسببات والنتائج والحلول
العنف الأسري:
يعتبر تعريف العنف بشكل عام، والعنف الأسري بشكل خاص إشكالية شائكة. فهناك تعريفات عديدة يعكس كل منها وجهة نظر المدرسة الفكرية التي يملكها. ومع ذلك يمكن القول إنه يكاد يكون من المتعذر فهم طبيعة العنف الأسري دون ربطه.
ببعض المفاهيم المتصلة به كمفهومي بناء القوة(power structure) والشرع (legitimacy)
فالعنف الأسري برأي علماء الاجتماع، ليس سوى” شكل من أشكال الاستخدام غير الشرعي للقوة. قد يصدر عن واحد أو أكثر من أعضاء الأسرة ضد أخر أو آخرين فيها بقصد قهرهم أو إخضاعهم وبصورة لا تتفق مع حريتهم وإرادتهم الشخصية، ولا تقرها القوانين المكتوبة أو غير المكتوبة.
معلومات الدراسة :
مفهوم العنف الأسري pdf
من اعداد : عبدالرحمن، السيد محمد
سنة: 2018
المجلة : مجلة العلوم الانسانية
عدد الصفحات : 22 من الصفحات.
نوع الملف : بي دي اف
الكلمات المفتاحية : الصحة النفسية ، الرعاية الإجتماعية ، العنف الأسري ، الدراسات النقدية ، المجتمع العربي ، علماء النفس
حجم الملف: 3 ميغابايت