ما هي الملاحظة العلمية و أهم مراحلها

ما هي الملاحظة العلمية  و أهم مراحلها 

علي.م باحث في المنهجية العلمية

ماهو الدافع إلى الملاحظة و ما الذي يغذيها ؟ 

إنه في البداية الفضول، و الذي لا يعني في العلم عدم السرية، بل هى مرادفة للرغبة الإيجابية في الاطلاع والتي يشعر بها كل شخص ولكن بدرجات متفاوتة. تم تأتى بعد ذلك العناية والاهتمام اللذين يحملهما المرء تجاه الكائنات.

الميل إلى المشاهدة

      يظهر الاستعداد الذهني للروح العلمية من خلال الميل نحو الاهتمام بكل ما يحيط بنا؛ إنه الميل الأكثر شيوعا. من الذي لم يسبق له أن جلس في إحدى زوايا الشارع المكتظ بالباعة والزبائن، أو فى بهو إحدى المقاهي أو في أحد المراصد المتعزلة في إحدى الغابات وهو منشغل بملاحظة شىء ما إن هذا الموقف لهو فى الحقيقة دليل على وجود رغبة في الكشف عما تخفيه المظاهر الخارجية، وبالتالي فحص هذا العالم الذي لا تكون منه فى الواقع سوى جزءا من الحقيقة. إن هذا الاهتمام الموجه نحو الأشخاص والأشياء، ماهو إلا خطوة أولى من جهد يحاول فهم محيطنا للوصول إلى الفهم، فإن العلم، كما سنرى، قد أعد أدوات كثيرة. تأتى فى مقدمة هذه الأدوات، الملاحظة العلمية التي تسمح، بما لها من جاذبية، باكتشاف وفهم بعض جوانب الظواهر التي مازالت إلى  حد الآن مبهمة ،والتي كانت في البداية خالية من أية فائدة.

مراحل الملاحظة

تنتمي الروح العلمية الميل نحو الملاحظة التي لا تتوقف عند مجرد  اختبار الرؤية البسيطة للكائنات والأشياء. وقد قسم Seye (1973) هذا الميل إلى ثلاث مراحل مختلفة وهي : كوني ألاحظ معناه أنني اشاهدأو عاين، أي أنني أرى شيئا أو شخصا ما موجود أمام بصري ، ثم كوني الاحظ معناه اتعرف او احدد إن كان الشخص أو الشيء معروف أم غير معروف، أو لم يسبق مشاهدته من قبل، وأخيرا فكوني ألاحظ معناه أنني 

أقوم بقياس، أو بمعنى أوسع، أقوم بتقييم الشخص أو الشي فكون الشخص  آوالشی ء «یقاس بكذا) آو أنه ((يحمل الجنسية .كذا، ما هي في الوقع  إلا انثلة حية عن عملية لبتقييم هكذا اكون قد وضعت وحددت

نفرض، مثلا أنك وصلت إلى المقهى المتواجد في مكان عملك أو دراستك، و شاهدات من الوهلة الأولى أربعة اشخاص حول طاولة، ففى هذه الحالة تكون قد أنجزت الخطوة الأولى وهي المشاهدة ثم تبين لك بعد ذلك أن اثنين منهما قد سبق لك وأن رأيتهما، وأن الشخصين الآخرين لم يسبق لك رؤيتهدا، ففي هذه الحالة، وهي الخطوة الثانية، تكون قد تعرفت على اثنين منهما. أما في الخطوة الثالثة والأخيرة فإنك ستحاول معرفة إن كان ينبغي عليك أن تتوجه نحوهما أو تمتنع عن ذلك، فعندئذ تكون قد قمت بعملية التقييم، هذا التقييم يتم انطلاقا من اعتبارات ومقاييس عديدة، مثل الرغبة في التحدث معهما، درجة الإزعاج الذي قد تسببه لهما، الأهمية المحتملة لموضوع الحديث بينهما، إلخ.

إن كل هذه العمليات تتم في ذهنك في وقت قصير نسبيا، كما أنه لا يمكنك دائما إدراك كل هذه المراحل المتنوعة. فالإدراك إذا،والتعرف، ثم التقييم، كلها عمليات تجعل الملاحظة العلمية أبعد ما تكون مجرد مشاهدة بسيطة ؛ إذ يمكنناء في الحياة العادية، التوقف عند المرحلة الأولى والاكتفاء بها، أما في حالة التزامنا بروح علمية فإننا مجبرون باجتياز المراحل الثلاث التي سبق ذكرها.

أهمية الملاحظة

كل علم هو بالضرورة موجه نحو التحقق من فرضياته فى الواقع . لذلك:

تأتي ملاحظة هذا الواقع في مركز اهتمام الطريقة العلمية. إن اكتفاء الملاحظة بالنظر إلى الأشخاص أو الأشياء دون مراعاة مدى تطابقها مع التجربة الحقيقية هو من دون شك، مخالف الروح العلمية. إن هذه الأخيرة تسعى إلى معرفة الواقع أو بالأحرى تغييره، لهذا فهى منشغلة دائما بضرورة التحقق واختبار ما تتصوره على محرك الواقع هكذا تبدو ملاحظة الواقع لا غنى عنها لكل عمل يريد أن يقوم على أسس علمية فالمؤرخ المغربي ابن خلدون، الذي عاش في القرن 14 يعتبر المؤسسالحقيقي للعم التجريبي الحديث لأنه اول مركز في بحثه على ملاحظة طبيعة الاشياء و تقيمها و تحليلها.

مقتطفات من كتاب موريس انجرس

ترجمة:بوزيد صحراوي و آخرون بتصرف من كاتب المقال

 

Add a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *