طرق تدريس القرآن الكريم التلاوة والتفسير والحفظ

طرق تدريس القرآن الكريم من البداية الى النهاية

مقــدمة :

إن القرآن الكريم هو معجزة الله الخالدة ، التي أنزلها على خاتم أنبيائه ورسله عليهم السلام أجمعين ، ليخرج بها الناس من الظلمات إلى النور ، ومن الشرك إلى الهدى. والقرآن الكريم هو المصدر الأول للتشريع الإسلامي ، وهو أفضل الذكر يتعبد به المسلم في صلاته وفي تلاوته قربة إلى الله سبحانه وتعالى، ويتحاكم إليه في المحيا والممات .

وتدريس القرآن وتعلمه شرف عظيم ، وغاية عليا لا ينالها إلاّ من نال فضلاًَ من الله ورحمة . وتدريس القرآن شرف لمن يدرسه بإضافته إليه؛ كما نال المسجد شرفه من إضافته إلى المولى عز وجلّ (بيت الله)؛ وهكذا يحدث الشرف بالإضافة؛ كطالب جامعة القرآن الكريم الذي نال شرفه بإضافته إلى جامعة القرآن الكريم التي نالت شرفها بإضافتها إلى القرآن الكريم .

والقرآن الكريم تعلمه وحفظه من أوجب الواجبات؛ وكذلك تدريسه، وطرق تدريسه، لأنها مكملة لذلك، وما لا يتم الواجب إلاّ به فهو واجب .

ولما تقدم يرى الباحث ضرورة تقديم بحث قصير، يوضح الكيفية التي تعين معلم القرآن الكريم على تدريسه، وطرق حفظه , ويأتي هذا البحث في مقدمة، ومقدمة منهجية توضح أهميته، وأهدافه، والمناهج التي تسلك لتعلم طرق تدريس القرآن الكريم.

ويرى الباحث أنه ليس في حاجة للبحث عن الأدلة التي توضح ما ذهب إليه في بداية التقديم ، فأفضال القرآن الكريم ، وما يناله مَنْ يتعلَّمُه ، ومن يُعلِمُه كثيرة .

قال  : (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) وقوله  أيضاً : ( ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله عز وجل ، ويتدارسونه بينهم ، إلاّ نزلت عليهم السكينة ، وغشيتهم الرحمة ، وحفتهم الملائكة ، وذكرهم الله فيمن عنده).

وغير هذين النصين فالنصوص كثيرة ، وأقوال العلماء في ذلك كثيرة ، منها قول ابن خلدون : (اعلم أن تعليم الولدان للقرآن شعار من شعائرالدين ، أخذ به أهل الملة ، ودرجوا عليه في جميع أمصارهم ، لما يسبق فيه إلى القلوب من رسوخ الإيمان وعقائده من آيات القرآن وبعض متون الأحاديث ، وصار القرآن أصل التعليم الذي ينبني عليه ما يحصل بعده من الملكات . وسبب ذلك أن التعليم في الصغر أشدّ رسوخاً ، وهو أصل لما بعده ، لأن السابق الأول للقلوب كالأساس للملكات ، وعلى حسب الأساس وأساليبه يكون حال من ينبني عليه).

هذا ، ونسأل الله أن يوفق الباحث للتوصل لانتقاء أهم الطرق لتعليم القرآن الكريم تلاوة ، وتفسيراً وحفظاً ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

وقبل الدخول في البحث لا بدّ من الإشارة إلى الآتي :

أولاً : أهمية البحث :

تَنْبُعُ أهمية هذا البحث من أهمية طرق التدريس عامة ، وطرق تدريس القرآن الكريم  خاصة، وذلك لارتباطه بأشرف العلوم وأعظمها ، ورغم ذلك لم تجد طرق تدريس القرآن الكريم حظها من الدراسة ، والرعاية ، والاهتمام .

ثانياً : أهداف البحث :

تعليم وتعلم طرق تدريس القرآن الكريم بحثاً وراء أيسر الطرق وأسهلها لفهم القرآن الكريم وحفظه.

تشجيع النشء على حفظ القرآن الكريم ودراسة علومه بالطرق الميسورة والمشوقة .

جعل معلم القرآن الكريم مطلعاً على العلوم الحديثة ، والاستفادة من وسائل المعرفة وأساليبها في تدريس القرآن الكريم .

ثالثاً : منهج البحث :

يتبع الباحث في هذا الموضوع المنهج التاريخي والوصفي التحليلي .

المبحث الأول

طرق التدريس عامّة

إن البحث شمل جوانب الحياة المختلفة ، وما من أمر ذي بال إلاّ طرق بابه علماء لهم باع في ذلك ؛ ومن هذه الجوانب الحيوية طرق التدريس . عمد علماء التربية والمعنيون بشؤون التربية والتعليم إلى البحث في طرق التدريس وقد سبروا أغوارها وتوصلوا إلى طرائق قددة ، وأفسحوا المجال أمام المعلمين ليختاروا ما يناسب موادهم التي يدرسونها من طرق تدريسية عامة ، وكيفية توصيل المادة للطالب .

التدريس وطبيعته وأهدافه :

إن طرق التدريس ، وكيفية توصيل المادة للطلاب أصبح غنياً بالآراء والنظريات ، الأمر الذي حدا بالمربين إلى التسابق في الكتابة وتثبيت آرائهم وأفكارهم عن هذه الموضوعات وما يتعلق بها ويؤثر فيها .

إن فن التعليم يرتكز على طرق التدريس العامة ، وهي نقاط الانطلاق في توجيه المعلم إلى عمليات تعليمية فعالة ، وذات أثر كبير ؛ وتعتبر طرق التدريس نتائج تجارب كثيرة وزبدتها في العلاقة بين المعلم والمتعلم . (وهي من حيث الأساس زبدة ما خلفه المعلمون المربون من بحث وتنقيب وتجارب برهنت على نجاحهم وأعطتهم نتائج ملموسة أثناء قيامهم بعملية التعليم من وعي وإدراك وانتباه وملاحظة دقيقة ونقد ذاتي) ([4]).

إن طرق التدريس تتطلب اختصاصاً ، وصار من يقوم بتعليمها يطلب منه أن يكون قد أعدّ إعداداً خاصاً حتى يستطيع أن يؤدي واجبه بالصورة المطلوبة .

والذي يُعلِّمُ طرق التدريس ويتعلّمها لا بدّ له من معرفة الآتي :

علم التدريس . وهذا يقصد به المادة التي يدرسها نوعاً بمعنى إتقانها وتجويدها ؛ وكماً بمعنى معرفة حدودها فمثلاً الذي يدرس مادة حفظ القرآن عليه أن يكون مدركاً تماماً للآيات التي يريد تدريسها ترتيلاً ، وتجويداً وحفظاً وتفسيراً لهذه الآيات لأن الفهم يساعد على الحفظ .

فن التدريس . وهذا يقصد به كيفية توصيل المادة للطلاب ، أي الطرق التي يسلكها لتوصيل المادة والوسائل التي يستخدمها لتقريب المعاني وتفهيمها .

من هذا نخلص إلى أن طرق التدريس يقصد بها كيفية توصيل المادة إلى الطلاب لتحقيق الهدف التربوي من هذه المادة .

الإعداد لمهنة التدريس :

إن الإعداد لهذه المهنة يتطلب الإعداد المبكر والذي يتطلب الآتي :

إتقان طرق التدريس العامة .

الإلمام بمبادئ التربية  ، وعلم النفس التربوي .

إن طرق التدريس عامة تهدف لجعل شخصية الطالب متكاملة عقلا ، وجسماً ، وخلقاً ، وعاطفة ، وشعوراً ، ويعتبر المعلم في هذه الحالة مرشداً وموجهاً لطلابه . إن المعلم بهذه الصورة يجسد المادة ويستخدم كل الوسائل التي تجعل الطالب يسمع ويري ما يدرسه متجسداً في شخص معلمه علماً وتجربة .

وقديماً قالوا : (إن ما يسمعه الطالب ينساه بعد وقت قصير ، وما يراه تذكره ، وما يعلمه يتعلمه ، وإن التعليم المجرد وحده لا يوصل إلي تكوين   الشخصية المتكاملة) 

إن العملية التعليمية هي عملية إنسانية جعلت واجبات المعلمين لا تنحصر في الصف والقاعة ، بل تعدت ذلك إلي خارج القاعات ، وهذا ما يقصد به في التعليم الجامعي ورسالته بالعلاقة بالمجتمع وفي التعليم العام ببيئة المدرسة والعلاقة معها .

ليؤدي المعلم رسالته عليه جملة واجبات ، يجب تأديتها وليكون في مصاف خيرة المعلمين ، ومن هذه الواجبات :

وضع خطة الدرس ، وتحديد المادة ، والطريقة التي يستخدمها ، والوسائل التي يستعين بها في توصيل المادة بعد الاستعانة بالله سبحانه وتعالي 

ضبط الصف  لضمان الفائدة وذلك بإدارته إدارة حكيمة تُراعَى فيها الظروف الفردية، والاحترام المتبادل .

أن يقدم لمادته التي درسها قبل الانتقال إلي غيرها ؛ وذلك بتوجيه بعض الأسئلة التي يستنتج منها حصيلة الطلبة من المادة .

أن يحسن تنظيم التعليم من حيث التدرج في عرض الدرس فيبدأ بالأسهل إلي الصعب ثم الأصعب.

أن يراعي في تدريسه الهدف النهائي بعد معرفة المادة ، وطرق الحصول عليها من المصادر والمراجع ؛ وهو فن الحياة مع الآخرين للوصول للعبادة؛ قال تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ ).

يجب أن يراعي المعلم أنه في كل حالة من أحواله يعلم الطلاب كيف يعنون بعلومهم ، وأبدانهم ، ومظاهرهم ، ليكونوا قدوة لطلابهم في الجامعة ، وخارجها

واجب المعلم وهو يؤدي عملية التعليم :

  • ملاحظة شعور الطلاب بحاجتهم للمادة والفائدة التي يمكن أن تجني منها .
  • ملاحظة أن يكون هو علي قناعة بفائدة ما يدرسه.
  • ملاحظة أن مادة الدرس تحقق الأهداف المقصودة بالنسبة للمجتمع.
  • ملاحظة الإلمام بطرق التدريس خاصة الطريقة التي يستخدمها.
  • المبادئ العامة الواجب توافرها في طريقة التدريس : 

مبدأ الفعالية الذاتية ويقصد بها النشاط، والعمل الفكري الذي يقوم به الطالب أثناء عملية التعليم .لان الفعالية أساس لكل عمل صحيح ومفيد.

مبدأ التعود بالحاجة للمادة العلمية وذلك بربطها بالحياة اليومية وما يشغل البال ابتداءً بالمعلوم وصولاً إلي المجهول وهذه المبادئ تعتبر من المبادئ العامة للعملية التعليمية.

  • مبدأ إثارة الرغبة والولع بإدخال المحفزات ، والمشجعات التي تثير بعض الغرائز مثل الاقتناء ، والتنافس ، والسيطرة .
  • مبدأ وضوح الهدف الخاص وهو مادة الدرس ، والهدف العام ، وهو الدروس المستفادة من الدرس .
  • مبدأ استخدام المصادر والمراجع ، وذلك يبديه المعلم حين يشير إلى المصادر والمراجع غير الموجودة في الكتاب الجامعي الذي يدرسه الطالب أو المذكرة التي يرجع إليها .
  • مبدأ التنظيم المنطقي للمادة  من حيث الترابط والمقدمات والنتائج .
  • مبدأ التطبيق حينما يراد من الدرس كسب المهارات مثل تعلم القيادة والتدريس ، ومبدأ الإعادة والتكرار عندما يكون الغرض من الدرس كسب المعرفة مثل حفظ القران الكريم .
  • مبدأ جعل المتعلم مركز النشاط ، والمحور الذي تدور حوله العملية التعليمية ، وهذا يقوم به المعلم عند فسح مجال المشاركة للطالب .
  • مميزات الصف الذي يكون فيه المتعلم محور العملية التعليمية :

ليكون الصف مؤدياً وظيفته ، والمتعلم فيه هو المحور يجب أن تتوافر فيه المواصفات  الآتية والتي كلها أو جلها يقع على عاتق المعلم :

  • يتميز الصف بأنه مكان نشاط وإرشاد وليس مكاناً للإصغاء  والاستظهار فقط .
  • يتميز الصف بأن طلابه يفكرون لأنفسهم ويعملون على حل مشاكلهم وما يواجهونه من صعاب .
  • يتميز الصف بأن طلابه يكتسبون المعرفة التي تُحَقَقُ بالتجربة ، وتنمو بأطراد وانتظام ، ويؤدي إلى نموهم نمواً مطرداً منسقاً .
  • يتميز الصف بالتعاون بين طلابه في نشاطهم تعاوناً يؤدي بهم إلى تذوق معنى الحياة الاجتماعية وفوائدها .
  • يتميز الصف بأن المعلم يعمل فيه على تنمية الشخصية المتكاملة في طلابه  من الناحية؛ العقلية ، والجسمية ، والخلقية ،والعاطفية مع مراعاة الفروق الفردية بينهم.
  • يتميز الصف بأن يشعر الطالب فيه بأنه مشدود نحو صفه ، ويتمنى أن يمكث فيه أكثر ؛ ولا يتأتى ذلك إلاّ إذا كان المعلم من الذين يحببون المادة إلى طلابهم علماً وعرضاً .

بعد هذا يتضح لنا أن التعليم ليس عملية ميكانيكية وإنما هو عملية يتعرف بها الإنسان على خالقه ، وذلك بتشغيل كل هذه الملكات المحسوسة وغير المحسوسة إيماناً وتصديقاً بالجوارح العاملة من خلال التعليم والتعلم الذي يؤدي إلى معرفة الله سبحانه وتعالى ، قال تعالى : (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ).

وبالتالي يصبح العلم مما يرفع الله به الذين أوتوه ، قال تعالى : (يَرْفَعْ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ) .

التدريس والتعليم :

التدريس : هو (عملية متعمدة لتشكيل بيئة الفرد بصورة تمكنه من أن يتعلم القيام بسلوك محدد أو الاشتراك في سلوك معين ، وذلك تحت شروط محددة أو كاستجابة لظروف محددة)   من هذا التعريف يتضح أن التدريس باعتباره يشكل البيئة للفرد ليتعلم السلوك ، فهذا يعني أنه أي التدريس أنه هو ركيزة العملية التعليمية ، وبهذا فهو يشمل أنشطة كثيرة مثل أعمال كتابية ، وأعمال توجيهية ، وأعمال استشارية ، وإنتاج الوسائل التعليمية ، وبعض المسئوليات الإدارية ويشمل كذلك الأنشطة الرياضية الترفيهية ، فإذا كان هذا هو التدريس فالمعلم الذي يقوم به هو الذي يعلم هذه الأنشطة ويشرف عليها .

طالع ايضا :تحميل كتاب التعليم الالكتروني PDF

أما التعليم في معناه الاصطلاحي فهو خاص بالمعلم وهو (كل عمل أو جهد مبذول لتحقيق الغاية منه).

من هذا التعريف يتضح أن التعليم هو النشاط الذي يقوم به المعلم لتحقيق الأهداف التربوية خاصة تقديم المعرفة ويتطلب التعليم حسن إعداد المعلم ليقدم المعرفة المستمرة لطلابه بصورة متقنة.

وكثيراً ما يخلط الناس بين التعليم والتعلّم ، فالتعليم خاص بالمعلم ويتمثل بنشاطه لتحقيق هدفه وهو تقديم المعرفة ؛ أما التعلم فهو خاص بالطالب ويتمثل بنشاطه لتحقيق هدفه ، وهو السعي نحو المعرفة . ويعرف التعلم بأنه هو (كل عمل أو جهد مبذول لاستيعاب الأفكار ؛ وهذا الاستيعاب للاستغلال).

فمن هذا يتضح أن التعليم بمعناه الاصطلاحي هو الذي يهدف لتقديم المعرفة ، ولكنه يستخدم استخداماً عاماً ويقصد به مجموعة أنشطة أخرى غير تقديم المعرفة مثل أعمال كتابية ، وإنتاج وسائل تعليمية ، وغيرها مثل العمل الاجتماعي ، والمراقبة ، والتأليف والكتابة وغيرها .

ومن هنا يتضح أن مصطلح التدريس هو ركيزة العمليات الخاصة بالتعليم ؛ أما التعليم ( فهو تعبير شامل وعام ، وبالتالي .. يمكننا أن نقول هو تعبير مضلل ، إلاّ إذا أطلقناه على ما نقصده فعلاً ، إذا قلنا (تدريس) ؛ فمثلاً إن خطيب الجمعة في الجامع يعلم الناس أصـول الدين ، أو إن غضب الأم على طفلها علمه ألا يعرض ملابسه للقذارة ، …. الخ) .

من هذا نخلص إلى أنّ التدريس فن وعلم يقوم به مختصون ، ويطلق على عمل المعلم بالكيفية المعروفة ؛ أما التعليم فهو عام وشامل ، ويطلق على حالات كثيرة كما ورد أعلاه .

نختم هذا المبحث ببعض القواعد الأساسية في التدريس عامة ، وتدريس القرآن الكريم بصفة خاصة . هذه القواعد تعتبر أساسية في التدريس لأنها تحكم الطلبة في جلوسهم وحركتهم ومشاركتهم ، وكذلك تحوي المنهج الذي يدربهم .

أهمّ هذه القواعد هي :

  • تحديد الغرض أو الهدف من المادة المراد تدريسها .
  • الإلمام بالمادة والطريقة التي تناسبها في التدريس .
  • الربط بالمادة السابقة واللاحقة المتوقعة .
  • التشويق والإثارة والانتباه .
  • الإدراك الحسي والانتفاع بالحواس .
  • التبصير بالأساليب المختلفة من رسم ولفظ وعبارة وغيرها .
  • الاستفادة من النشاط الذاتي للطالب وتوجيهه فيما هو مفيد .
  • الاستفادة من طريقتي الاستقراء والقياس .
  • الاستفادة من نظم التقويم المختلفة وكذلك القياس .
  • تكرار العمل خاصة في حفظ القرآن الكريم ؛ وبقية المواد التي تحتاج للحفظ مثل القصائد وغيرها.

المبحث الثاني

أهمّ طرق تدريس القرآن الكريم

بعد الحديث الذي سبق عن طرق التدريس بعامة يجب أن يفصل الحديث عن طرق تدريس القرآن الكريم ، والذي يتضمن ثلاث مهارات أو ثلاثة محاور هي :

محور تدريس التلاوة .

محور تدريس التفسير .

محور تدريس حفظ القرآن الكريم .

محور تدريس التلاوة :

(إن كلمة تلاوة تعني الإتباع ، ومنها قوله تلوته : تبعته ، وتتالت الأمور ، تلا بعضها بعضاً ، وتلوته قرأته وتلا يتلو تلاوة يعني قرأ قراءة .

وقد وردت كلمة التلاوة ومشتقاتها في القرآن الكريم في ثلاثة وستين موضعاً) .

أمثلة :

قال تعالى : (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ)  

 

وقال تعالى : (كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ) 

وقال تعالى أيضاً : (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ) 

وفن التلاوة يعني طريقة الأداء في قراءة القرآن الكريم مع التقيد بالأحكام مثل أحكام التجويد ، وسلامة النطق بالحروف والكلمات ؛ وكذلك الترتيل ، الذي عرِّف أيضاً بالتجويد.

أما الترتيل اصطلاحاً فقد عرفه الإمام علي رضي الله عنه بأنه : (تجويد الحروف ومعرفة الوقوف)  ، وقد عرف أيضاً بأنه أي الترتيل :

(القراءة بتؤدة واطمئنان وإخراج كل حرف من مخرجه مع إعطائه حقه ومستحقه مع تدبر المعاني) .

أما التجويد لغة فمأخوذ من أجاد الشيء يجيده واصطلاحاًَ : هو إعطاء الحروف حقها من الصفات اللازمة لها ومستحقها من الأحكام التي تنشأ عن تلك الصفات . 

إن أهمية معرفة التلاوة مصحوبة بأهمية معرفة القراءة من ترتيل وتحقيق (وهو مثل الترتيل إلاّ أنه أكثر منه اطمئناناً وهو المأخوذ به في مقام التعليم)   ، وكذلك من مراتب القراءة الحدر (وهو الإسراع في القراءة مع مراعاة الأحكام)  ، وتشتمل هذه المراتب على المرتبة الأخيرة ، وهي التدوير (وهو مرتبة متوسطة بين الترتيل والحدر) .

تكمن أهمية هذه المعرفة في أن الإنسان يجب عليه أن يعمل بهذه الأحكام حتى يؤدي قراءة القرآن الكريم على الوجه الصحيح ؛ هذا على الإنسان المسلم العادي ، أما معلم القرآن فيتوجب عليه معرفة الأحكام مع الأداء المحكم لأنه مأمور بأن يعلم طلبته هذه الأحكام ؛ ولا يريد الباحث الدخول في التفاصيل إذ إنّ موضوع البحث هو الطريقة التي يُدرس بها القرآن الكريم .

محور التفسـير :

والتفسير من العلوم المهمة التي تساعد في الحفظ لأنه يوضح المعاني وقد عرف بأنه : ( علم يعرف به فهم كتاب الله ، المنزل علي نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، وبيان معانيه ، واستخراج أحكامه وحكمه . واستمداد ذلك من اللغة ، والنحو ، والتصريف ، وعلم البيان ، وأصول الفقه ، والقراءات ويحتاج لمعرفة أسباب النزول ، والناسخ والمنسوخ) .

يهدف الباحث من عرض هذه المصطلحات من تلاوة ، وتجويد ، وترتيل ، وتفسير ليشير أنه على المعلم أن يلم بها مجتمعة لارتباطها ببعضها بعضاً ، ولأنها تُسّهل على الإنسان مهمة حفظ القرآن الكريم لا سيما وأن الإنسان المسلم عامة عليه أن يحاول قراءة القرآن كما أنزل على سيدنا محمد (ص) ، ولا يتأتى له ذلك إلاّ بمعرفة طريقة الأداء والتمرين عليها ، أما معلم القرآن الكريم فهو المسؤول مسؤولية مباشرة عن معرفة الأحكام بدقة وتطبيقها بتؤدة وعناية .

أهداف تدريس القرآن الكريم :

إن تدريس القرآن الكريم مهمة عظيمة ، ووسيلة راقية توصل إلى فهم القرآن الكريم وحفظه الذي هو أشرف العلوم وأجلها . والتدريس يجب أن يكون واضحاً في ذهن المعلم ليعرف ما الذي يجب أن يقوم به من أنشطة داخل القاعة لتتم عملية التدريس ؛ وكذلك يجب أن يؤدي إلى تعلم الطلاب لإحداث التغيير في سلوكهم ، وهو مجموعة من الأنشطة يشترك فيها المعلم والمتعلم ، وأنشطة التدريس أنشطة هادفة وهي تأكيد على عملية التخطيط في التدريس .

عناصر التدريس :

المعـلم            

الطالب            

المنهج

ولفهم التدريس لا بدّ من فهم العناصر الثلاثة المذكورة ، وبما أن التدريس نشاط لغوي لا بدّ أن يكون فيه مرسل ومستقبل ورسالة ، والناظر إلى القرآن الكريم هو رسالة يرسلها ربّ العزة إلى مستقبلها الرسول صلى الله عليه وسلم بوساطة جبريل عليه السلام . والتدريس ليس هو الاتصال الشفوي فقط ، وإنما هنالك اتصال صامت مثل الإشارات خاصة في القرآن الكريم مثل بعض أحكام التجويد مثل الإشمام؛ وهو إطباق الشفتين دون صوت كما في الآية الكريمة : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)  في هذه الآية تُرى الشفتان مطبقتين إشارة إلى الضمة في (نستعين) . (والإشمام هو إطباق الشفتين بعد الإحكام وتدع بينهما انفراجاً ليخرج النفس بغير صوت وذلك إشارة للحركة التي ختمت بها الكلمة ، ولا يكون إلاّ في المرفوع والمضموم) .

أما أهداف تدريس القرآن الكريم فهي ثلاثة أنواع :

الأهداف المعرفية .

وهذه تعني التعرف على الأحكام ، وتفهم المعاني ، وكذلك التعرف على قواعد الرسم العثماني ؛ مع بعض الإشارات إلى أهم المصادر والمراجع ، كما تشمل هذه الأهداف الآيات المقرر حفظها .

الأهداف الوجدانية .

وهذه تشمل التعبد بتلاوة القرآن الكريم ، والخشوع لله ، والخضوع له ؛ زيادة الإيمان واليقين ، مع مراعاة آداب التلاوة ، وتعميق الحب للقرآن الكريم وتقديسه .

الأهداف النفس حركية .

وهذه تعني إتقان التلاوة ، وتنمية مهارات التفكير والتأمل إذ إنّ القرآن حث على التدبر والتفكر في الآيات والمخلوقات .

وعند بداية التدريس لا بدّ لمعلم القرآن الكريم أن يستحضر هذه الأهداف في ذهنه؛ وهو يدرس طلابه لمتابعتهم وتأكيد أن هذه الأهداف مطبقة ؛ لأن أي نشاط لا بدّ أن يقوم باستمرار لمعرفة ما إن كانت أهدافه محققة أم لا .

طالع ايضا :بحث حول التعليم اللكتروني: بين الواقع والخيال PDF

الخطوات العامة لتدريس القرآن الكريم :

كل تدريس لأي مادة يبدأ بخطوات ، إتباعها يساعد في تفهم المادة وتسلسلها في ذهن المتعلم ؛ وهذه الخطوات كثيرة؛ أهمها أربع خطوات هي 

التمهيد .

العرض .

التقويم .

الإغلاق .

هذه الخطوات مهمة لأنها تحفظ توازن الصف ، وتضمن توصيل المادة بصورة منطقية ترسخها في ذهن المتعلم .

التمهـيد :

هو الخطوة الأولى في أي عمل ؛ خاصة التدريس حيث يعمل فيه المعلم على إثارة دافعية الطلبة ، ودفعهم نحو المادة ويساعد في فهم الدرس ؛ لأنه قصير ومشوق وتراعى فيه بعض الأشياء الخاصة بالطالب مثل مناسبة الموضوع للمستويات ، وارتباطه بخطوات الدرس مع الإشارات إلى الدرس السابق واللاحق ، ليتم الربط وليجذب الطالب نحـو المـادة .

العـرض :

العرض هو بداية الشرح ولكل مادة طريقة عرضها فالقرآن الكريم يعرض على نحو يجعل الطالب منتبهاً له فيبدأ المعلم بإعطاء فكرة عن أحكام التلاوة ، والتلاوة النموذجية ، والمعنى الإجمالي للآيات ثم التلاوة الفردية . والتلاوة الفردية تعتبر مرحلة أساسية وتأخذ أكبر قدر من الزمن ، لأنها فرصة للاستماع لكل طالب على حده ، ويجب أن يكون المعلم فيها عادلاً في توزيع الفرص حتى يتأكد للطلاب أن معلمهم يساوي بينهم ، وليس هناك تمييز لأحد ، أو تفضيل له على الآخرين من أقرانه .

التقـويم :

هو عملية يمارسها الإنسان يومياً بغرض الحكم على أدائه من حيث التمشي مع الأهداف ومخالفتها ، والتقويم مهم جداً عند علماء التربية ، وعلماء النفس التربوي .

وقد عرف التقويم بأنه (هو إصدار حكم على مدى تحقيق الأهداف التربوية المنشودة على النحو الذي تتحدد به تلك الأهداف) ([26]). وفي هذا يستطيع معلم القرآن قبل نهاية المحاضرة أن يسأل بعض الأسئلة أو عرض موضوع به يعرف مدى فهم طلابه للدرس . وليقوِّم بها درسه في كل جزئية    من جزئياته .

يترافق التقويم مع كل جزئية من جزئيات درس القرآن الكريم ، وعلى المعلم أن يوظف التقويم التكويني والختامي ، وأن يراعي تنوع أدواته في   الموقف التعليمي). 

الإغـلاق :

إذا كان التمهيد مفتتحاً لخطوات الدرس فالإغلاق ختماً له ، ولذلك هي خطوة تشعر الطلاب بالوصول إلى خاتمة الدرس . وهذه الخطوة تعني الوصول إلى نهايات الدرس ، واستنباط القواعد العامة ، والنقاط الرئيسة ، والأفكار الأساسية التي دار حولها الدرس ؛ وفي هذه الحالة تعني فهم معاني الآيات التي ليسهل حفظها .

ويفضل أن يختم المعلم بواجب منزلي يجعل حركة الطالب ونشاطه في المنزل تذكاراً لما درسه في القاعة وتعلمه .

أهم الطرق التدريسية للقرآن الكريم :

إن طرق التدريس كثيرة منها طريقة الحوار والمناقشة ومنها طريقة الاستقراء ، وطريقة القياس، وكذلك طرق المشروعات ، وطريقة التدريس المصغر وغيرها من الطرق.

وليس المعلم مجبراً على استخدام أي من هذه الطرق، ولكن دلت التجارب على أن طريقتي الاستقراء ، والقياس هما أفضل الطرق لتدريس القرآن الكريم .

طريقة الاستقراء :

هذه الطريقة يقصد بها أن يبدأ المعلم بالأمثلة والأجزاء والأحكام الخاصة ، ومنها يصل إلى القواعد العامة والقوانين ، وقد عُرِّف الاستقراء على النحو التالي : (الاستقراء هو طريقة الوصول إلى الأحكام العامة بوساطة الملاحظة والمشاهدة ، وبه نصل إلى القضايا الكلية التي تسمى في العلوم باسم القوانين العلمية أو القوانين الطبيعية وبه أيضاً نصل إلى بعض القضايا الكلية الرياضية وقوانين العلوم الاجتماعية والاقتصادية) ([28]).

من هذا التعريف يتضح أن المعلم في هذه الطريقة يبدأ بإعطاء الأمثلة ومنها استنباط الأحكام مثلاً: درس الغنّة في التجويد .

الأمثلة :

(إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ) 

(ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ)  

(فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى)  

من الأمثلة المذكورة نستنبط القاعدة العامة للغنة فنقول ، الغنة هي (صوت لذيذ مركب في جسم النون والميم ولكنها تتفاوت درجاتها في الميم والنون على حسب حالاتهما، وهي لازمة للنون والميم لا تفارقهما بحال)  

الأمثلة المذكورة وصلتنا إلى القاعدة العامة وهكذا .

طريقة القياس :

هي طريقة عكس طريقة الاستقراء وهي معرفة القاعدة العامة أو القانون العام ، ثم أخذ الأمثلة عليه ، وتعرَّف هذه الطريقة بأنها : ( انتقال الفكر من الحكم على كلي إلى الحكم على جزئي أو جزئيات داخلة تحت هذا الكلي )  

يمكن أخذ المثال في الاستقراء ووضعه في الطريقة القياسية على النحو التالي :

القاعدة :

الغنة هي صوت لذيذ مركب في جسم النون والميم المشددتين، ولكنها تتفاوت درجاتها في الميم والنون على حسب حالاتهما، وهي لازمة للنون والميم لا تفارقهما بحال)  

الأمثلة :

 

(إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ) 

(ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ)  

(فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى)  

المبحث الثالث

إدارة: حلقات القرآن الكريم وطرق التحفيظ

إن إدارة حلقات القرآن الكريم عملية مهمة ، ويتركز عليها إفهام الطلاب الدروس القرآنية ، ولذلك فإن إدارتها مهمة جداً .

الحلقة القرآنية :

يقصد بها جلوس مجموعة من الطلاب لدى معلم القرآن ، ليقوم بتحفيظهم الآيات المحددة حسب خطته . ويقوم التدريس في هذه الحلقات على طرق عديدة يتحكم فيها الشيخ كما يختار الطريقة التي يسلكها للتدريس . وأكثر هذه الطرق شيوعاً بين الناس هي :

الطريقة الجماعية :

توصف هذه الطريقة بأنها الطريقة التي يحدد فيها الشيخ آيات يقرأها على الطلاب ؛ ثم يقوم الطلاب بتلاوتها بطريقة فردية ، ثم يكلفون بحفظها . والطريقة الجماعية (أن يقوم المدرس بتحديد مقدار معين لجميع طلاب الحلقة تتم تلاوته من قبله على الطلاب أولاً ، ثم تلاوته من قبلهم عليه ثانياً طالباً طالباً ، ثم يكلفون بحفظه ليتم التسميع لهم من قبل المدرس)  

الطريقة الفردية :

هذه الطريقة تعتمد على الطلبة في الحفظ ، وواجب الشيخ في هذه الطريقة لا يتعدى التوجيه والتصحيح ؛ وهي (أن يقوم المدرس بفتح المجال أمام طلبته للتنافس في تلاوة القرآن الكريم وحفظه ، كل حسب امكاناته وما يبذله من وقت وجهد لتحقيق ذلك تحت إشراف المدرس ومتابعته) 

تقويم الطريقتين :

الطريقة الجماعية يسيطر فيها الشيخ تماماً على طلبته من حيث تحديد الآيات ؛ وبصورتها هذه ترفع مستوى الأداء والحفظ المجوَّد لأن الطلاب محكومون بتحديد الشيخ ومتابعته . يكون الأداء في هذه الطريقة جيداً ، ويكون في أغلب الأحيان سليماً لأن الشيخ يتابع بنفسه ما قرره على طلابه ، وقد أعطاهم نموذجاً في القراءة .

ورغم هذا : فهذه الطريقة تفتقر لبعض المسائل التربوية، مثل: مراعاة الفروق الفردية ، كما أنها تحتاج لقوى بشرية ولمعينات مادية ؛ فهي تحتاج إلى تعدد المدرسين ، والبيئة المناسبة من أجل استيعاب الأعداد الكبيرة من الطلاب .

أما الطريقة الثانية وهي الطريقة الفردية . ففي هذه الطريقة يمكن مراعاة الفروق الفردية ، وفيها حرية للطالب ليختار العدد من الآيات الذي يناسبه في الحفظ ، ولا تحتاج هذه الطريقة لمعينات كثيرة لأن الطالب الذي يأتي إليها يكون جاهزاً ومستعداً لأنه جاءها باختياره وفي الغالب تكون له الامكانات التي تمكنه من الاستمرار .

ورغم الايجابيات التي في هذه الطريقة إلاّ أن نظامها هذا يجعل عدم الانتظام وتصعب معه المتابعة والمراقبة .

ليس العمل في هذه الحلقات مقصوراً على هاتين الطريقتين ؛ وإنما هنالك فرصة لمعلم القرآن للاستفادة من بعض الطرق التي يراها مناسبة ومنها :

تقسيم الطلاب إلى مجموعة تعرف القراءة من المصحف وأخرى لا تعرف ؛ وكل منهما له الطريقة في المعاملة والمتابعة . وكذلك طريقة الاستفادة من الطلاب والمتمكنين من القراءة والحفظ ، ويستفاد من هؤلاء في متابعة رصفائهم بالتوجيه والتدريب بمتابعة الشيخ .

إدارة الحلقة :

ليتمكن الشيخ من إدارة الحلقة بمعنى متابعتها وإحكام السيطرة عليها، وللاستفادة من الوقت في إنجاز الأهداف التربوية المتمثلة في الفهم والحفظ يجب عليه أن يقوم بالآتي :-

التخطيط الواضح ؛ ويشمل هذا معرفة الزمن الخاص بالمحاضرة وتقسيمه على الخطوات التي يجب أن يتبعها الشيخ ابتداء بالتمهيد وانتهاءً بالإغلاق .

إعداد الدروس إعداداً جيداً بمعنى وضع الأهداف الأساسية لهذه المادة التي يريد أن يدرسها ويتقنها اتقاناً كاملاً ، مع التحفز لكل سؤال متوقع ، استعداداً للإجابة عليه .

التأكد من بيئة الدراسة وصلاحيتها من حيث التهوية والنظام .

تحضير كل الوسائل التعليمية التي يحتاج إليها في توصيل المادة مثل السبورة ، والطباشير الملون والأبيض ، وجهاز العرض الرأسي ، والكمبيوتر ، والمسجل وغيرها من الوسائل حسب اختيار الشيخ لما يناسب مادته .

فوائد إعداد الدروس وتحضيرها :

حفظ النظام في الفصل ، وهذا ينتج عن حضور الشيخ باعتبار إن المادة مرتبة في ذهنه وموجودة.

يتمكن الشيخ من إرشاد الطلاب إلى أغلاطهم ، وتصحيحها لإلمامه بالمادة وحضورها في ذهنه .

التحضير يجعل الشيخ قادراً على النصح ، فعليه أن يقدمه بالصورة المشوقة إلى الاستزادة من المعلم خاصة القرآن الكريم الذي لا يشبع منه العلماء .

التحضير يمكن الشيخ من إدارة الوقت والتحكم فيه من حيث البداية والنهاية ، والسير على خطوات الدرس .

التحضير يمكن الشيخ من تقويم طلابه ؛ وهي تحقيق الخطوة قبل الأخيرة من خطوات التدريس .

التحضير يجعل الشيخ متوقعاً للأسئلة فيستعد لها دون الوقوع في الحرج .

ملخص لأهم طرق الحفظ :

الطريقة الكلية وهي إعطاء الطالب كل الآيات المطلوبة ويكررها المعلم والطالب بغرض حفظها مرة واحدة .

الطريقة الجزئية ، وهو تجزئة الآيات المطلوب حفظها بعدد الآيات أو بالصفحات أو بالكيفية التي يتفق عليها الشيخ والطالب .

الطريقة المشتركة وهي الطريقة التي تجمع بين الطريقتين الكلية والجزئية .

طريقة المحو التدريجي :

وفي هذه الطريقة تكتب الآيات على السبورة بخط واضح وبتشكيل صحيح ، ويقرأها الطالب بمتابعة الشيخ ، وكلما حفظ جزءاً يمسحه بطرق مختلفة ؛ فقد يمسح أول الآية، أو آخرها ، أو أن يمسح جزءاً منها، ويطلب الشيخ من الطالب القراءة الكاملة بما فيها الجزء المسموح ، ويقرأ الطلاب الآيات بما فيها الجزء المسموح حتى تحفظ.

الحفظ على فترات :

يطلب الشيخ من الطالب قراءة الآيات المطلوب حفظها من المصحف أو حسب الطريقة المكتوبة بها سواء كانت مكتوبة على الشاشة أم السبورة.

يترك الآيات التي قرأها في المرة الأولى لفترة لتستقرّ في ذهنه ، ثم يعود لقراءتها مرة أخرى ، ليختبر ذاكرته وحافظته .

الفاصل بين كل مجموعة من الآيات لا يكون طويلاً لكيلا ينسى الطالب ما قرأه.

أساليب التسميع :

  1. التسميع الذاتي : وهي محاولة أن يُسّمع الطالب لنفسه ؛ مثل تغطية الآيات بورقة ومحاولة التسميع ، وكذلك يشتمل هذا النوع ، على الاستعانة بالمسجل .
  2. التسميع الفردي : وهذا يطلبه الشيخ من كل طالب .
  3. التسميع الثنائي : كل طالبين يسمعان لبعضهما بعضاً .
  4. التسميع الجماعي : أن يقرأ الطلاب جماعة بمراقبة الشيخ .
  5. ما ذكر يسمى بالتقويم الشفوي ؛ أما التقويم التحريري فهو أمر من الشيخ للطلاب بكتابة بعض الآيات . يعتبر التسميع بكل طرقه هو الطريقة المثلى لتقويم الحفظ ؛ خاصة حفظ القرآن الكريم .

طالع ايضا :تحميل كتاب التدريس الفعال Effective Teaching

المبحث الرابع : مواصفات معلم القرآن الكريم ومقوماته

لا شك أن معلم القرآن الكريم هو من اُصْطُفِى لهذا العمل الجليل ؛ وهو تدريس أعظم العلوم وأجلها؛ هو القرآن الكريم الذي أنزله الله سبحانه وتعالى معجزة لنبيه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم بلسماً شافياًَ من كل الأدواء الحسية والمعنوية ؛ وعلى المسلمين العناية به ، وبذل الغالي والنفيس لخدمته ، وأجل خدماته هي ترتيله وتجويده وحفظه والعمل به .

قال تعالى : (وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلا خَسَارًا).

إن تدريس القرآن الكريم مهنة يتسابق عليها المسلمون المخلصون ، لأنها مهنة شريفة تزيد من تحملها شرفاً ، ويكرم بها من تلقاها تعلماً . وقد وردت نصوص كثيرة في فضل تعلم القرآن وتعليمه، فعلى سبيل المثال لا الحصر.

قال  : (خيركم من تعلم القرآن وعلمه).

أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها المعلم :

  • سلامة العقيدة والسيرة .
  • الإخلاص وصحة المقصد .
  • حسن الخلق .
  • الصبر على المتعلمين ، والرفق بهم ، ورحمتهم .
  • التواضع الجم ، وليس المقصود به عدم الاهتمام بالمظهر ، وإنما يقصد سلامة الصدر وعدم الكبرياء والعظمة ، أما المظهر فمطلوب أن يكون حسناً وجميلاً ما أمكن ذلك دون الدخول في محظور .
  • العدل بين الطلاب في حل مشاكلهم ، وفي معاملتهم ، وفي توزيع  الفرص بينهم

أما مقومات معلم القرآن الكريم :

على معلم القرآن الكريم أن يتحلى بالمعرفة بالإضافة إلى ما ذكر أعلاه وأهمّ السمات المعرفية التي يجب أن تتوفر في معلم القرآن الكريم هي :

المعرفة الشرعية :

معرفة الله سبحانه وتعالى ، وأنه تعالى واحد في ذاته وأسمائه وصفاته ، وتوحيد الله سبحانه وتعالى واجب على معلم القرآن الكريم وعموم المسلمين. فهو العلم الذي ورثه العلماء عن الأنبياء .

قال صلى الله عليه وسلم : (إن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا درهماً ولا ديناراً وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحفظ وافر ) 

المعرفة التخصصية :

معرفة العلم الذي يدرسه وإتقانه ، فبهذا الإتقان يجد احترام الناس عامة ، وطلابه خاصة ، ويكون محل الثقة بينهم فيأخذوا عنه أمور دينهم؛ بل ويسألونه عن أمور معاشهم .

وإن حذق المادة التي يدرسها المعلم ، ومعرفة دقائقها ضرورة شرعية، وتربوية تمكن الإنسان من أداء الأمانة ، وعدم تضييعها .

المعرفة التربوية :

إن المعرفة التربوية مهمة لكل معلم ؛ ولمعلم القرآن أكثر أهمية لأنه يدرس كلام الله – سبحانه وتعالى – الذي يتطلب الأدب والتهذيب والطهر في الثوب والمكان والبدن .

والمعرفة التربوية يقصد بها معرفة الأسس النظرية والتطبيقية للعلوم التربوية وهي أي التربية ؛ (علم إنساني متطور ، يقوم على أصول وقوانين وتجارب تنمي السلوك الإنساني السوي وتضبطه، ويبحث هذا العلم في الأهداف والوسائل التي تصل بالإنسان إلى كماله شيئاً فشيئاً ، وهو يستمد أصوله من علم النفس ، وعلم الاجتماع ، ووظائف الأعضاء ، وتدبير الصحة والاقتصاد ، وعلوم أخرى كثيرة كالتاريخ والسياسة والإدارة والفلسفة ).

من هذا التعريف تتضح أهمية المعرفة التربوية لمعلم القرآن الكريم حيث أنه يهدف إلى إحداث تغيير في سلوك الطلاب بتعليمهم القرآن الكريم .

المعرفة الثقافية :

لا شك أن المعرفة الثقافية ليست بأقل عن المعارف السابقة ؛ وذلك لأنها تشمل عقيدة الإنسان وسلوكه ، وكل حركاته ، وسكناته ، بما فيها الأكل والشرب واللبس والمعلم في أشد الحاجة ليتعلم هذا السلوك الثقافي ليتعلمه منه طلابه ؛ (فالثقافة تعبر في بعدها الاجتماعي عن كل نواتج الحياة الإنسانية في جوانبها المختلفة العقدية ، والقيمية المعرفية ، والتطبيقية … عقلية كانت أم مادية)

من هذا التعريف تتضح ضرورة المعرفة الثقافية لمعلم القرآن الكريم الذي يعتبر قدوة لطلابه ولغيرهم .

الصفات المهنية لمعلم القرآن الكريم :

البشاشة والابتسامة الصادقة عند اللقاء:

e : عن أبي عمران الجوني عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر قال: قال لي النبي e ( لا تحقرن من المعروف شيئاً و لو أن تلقى أخاك بوجه طلق). وقوله ص ( وأن تلقى أخاك بوجه طلق) روى طلق على ثلاثة أوجه : إسكان اللاّم وكسرها، وطليق بزيادة (ياء) ومعناها سهل منبسط. فيه الحث على فضل المعروف وما تيسر منه، وإن قلّ حتى طلاقة الوجه عند اللقاء) 

ما دام هذا الحث لعامّة اللقاءات ، فمن باب أولى أن يكون ذلك لمعلم القرآن الكريم، الذي يريد تربية طلابه على تعلّم السنة وتطبيقها في الحياة.

حسن الشكل والمظهر : يقصد به الاهتمام بالمظهر ، والزي دون مبالغة تقود إلى الكبْر ، أو غيره من الصفات الذميمة ، فمعلم القرآن هو الطاهر في بدنه ، وفي ثوبه، وفي مكانه لأنه يتعامل مع كلام الله سبحانه وتعالى.

سلامة النطق وحسن البيان : بمعنى أن يكون كلامه واضحاً بلغة سليمة ، وأن تكون كلماته سهلة واضحة المعاني ، حتى يفهمه طلابه دون معاناة أو إحداث فوضى .

سلامة الجسم من الأمراض : ويقصد بهذا أن تكون له القدرة على أداء رسالته وهي تعليم الطلاب القرآن الكريم ، والمرض ليس عيباً وإنما هو ابتلاء ، ابتلى الله به عبداً من عباده، والمقصود أن لا يؤخر عن أداء الرسالة على أكمل وجه والله تعالى أعلم .

بهذه المواصفات المختلفة يكون معلم القرآن الكريم قد استعدّ لأداء رسالته العظيمة وتبليغ دعوته لمن جعلهم الله – سبحانه وتعالى – له طلاباً يسمعون وينتظرون منه الكثير والكثير .

نتائج البحث :

إن معلمي القرآن الكريم لم ينالوا حظاً وافراً من التدريب التربوي ، في علوم التربية من مناهج ، وطرق تدريس ، وإدارة تربوية .

إن كثيراً من معلمي القرآن يعتبرون عدم الاهتمام بالمظهر وبالزي نوعاً من الزهد ، ولذلك لا يهتمون بالمظهر .

إن كثيراً من معلمي القرآن ورثوا بعض العادات التي تعطى صورة لا تساعد في الضبط الصفي، مما يتيح الفرصة للنيل منهم .

إن كثيراً من معلمي القرآن الكريم يشعرون بعدم الإنصاف مقارنة مع أقرانهم في المواد الأخرى، رغم أن هنالك شروطاً عامة ، يجب على معلم القرآن أن يتحصل عليها حتى يستطيع منافسة زملائه في المواد الأخرى .

إن كثيراً من معلمي القرآن في أذهانهم الثقافة القديمة المتعلقة بطريقة العقاب في الأزمان السابقة ، والتي قد تجاوزها الزمن، مثل الضرب المبرح، والرسف في القيد.

إن كثيراً من معلمي القرآن الكريم لم يحاولوا الاستفادة من التقنيات التعليمية الحديثة في حفظ القرآن الكريم وتعلم فنونه من تلاوة ، وترتيل ، وتجويد ، وتفسير ، وحفظ .

توصيات :

عقد دورات تدريبية خاصة بالعلوم التربوية لمعلمي القرآن الكريم ينالون في نهايتها شهادة تضاف إلى مؤهلاتهم حتى ينافسوا غيرهم في المواد الأخرى .

على معلمي القرآن الكريم الاهتمام بالزي والمظهر العام فهو من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم .

على معلمي القرآن الكريم الاهتمام بموادهم التي يدرسونها ، وأن يحضروها ، ويعدوا لها إعداداً متقناً .

على إدارات الجامعات والمؤسسات التعليمية ، خاصة التي انتسبت إلى القرآن الكريم وعلومه أن تميز وضع معلمي القران الكريم المادي، والوظيفي ليكونوا مع رصفائهم من معلمي المواد الأخرى بل أرفع .

عقد دورات خاصة لمعلمي القرآن الكريم في تقنيات التعليم الحديثة للاستفادة من العلوم العصرية ، ووسائلها في تدريس القرآن الكريم .

خاتمـة :

إن طرق التدريس بأنواعها المختلفة، يجب تعلمها والاهتمام بها، لأنها السبل المؤدية للأداء المتقن الممتاز خاصة في تعليم القرآن الكريم ، وقد تناول الباحث في بحثه هذا الشرح العام لأهمية العلوم التدريسية التي تساعد معلم القرآن الكريم في تعليم القرآن لطلابه ، كما اشتمل على بعض المقومات، والمواصفات، التي يجب أن تتوافر في المعلم ؛ وخاصة معلم القرآن الكريم .

وختم بحثه ببعض النتائج التي لاحظها من خلال بحثه وعمله ومعاشرته لإخوانه الذين لهم اهتمام بالقرآن وعلومه . كما أضاف بعض التوصيات التي يرجو أن يهيئ الله القائمين على الأمر تطبيقها حتى تؤدي المؤسسات الإسلامية رسالتها والله ولي التوفيق والسداد .

ثبت المصادر والمراجع :

القرآن الكريم .

صحيح البخاري .

صحيح مسلم

سنن أبي داوود .

عبد الرحمن بن خلدون ، مقدمة بن خلدون ، دار مكتبة الهلال ، بيروت ، لبنان 1983م

الدكتور محمد حسين آل ياسين ، المبادئ الأساسية في طرق التدريس العامة ، دار القلم ، بيروت لبنان ، 1974م.

الدكتور كوثر كوجيك ، اتجاهات حديثة في المناهج وطرق التدريس ، عالم الكتب ، القاهرة ، جمهورية مصر العربية ، 1425هـ – 2004م.

سمير محمد كبريت ، منهاج المعلم والإدارة التربوية ، دار النهضة العربية للطباعة والنشر ، بيروت ، لبنان 1998م.

الدكتور ماجد زكي الجلاد ، تدريس التربية الإسلامية ، (الأسس النظرية والأساليب التطبيقية) دار المسيرة ، عمان ، الأردن 1425هـ – 2004م.

محمد الصادق قمحاوي ، البرهان في تجويد القرآن ، الدار السودانية للكتب ، الخرطوم ، السودان 1425هـ – 2004م.

هاشم جمعة جابر ، الحاوي المزيد في شرح أحكام التجويد ، مطبعة الدار العالمية ، الخرطوم بحري ، السودان 1999م.

الإمام بدر الدين محمد بن عبدالله الزركشي ، البرهان في علوم القرآن ، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ، بيروت ، لبنان 1408هـ – 1998م.

د. تاج عبدالله الشيخ ، ود. نائل محمد عبدالرحمن ، ود. بثينة أحمد محمد عبدالحميد، القياس والتقويم التربوي (ط2) ، مكتبة الرشد ، الرياض ، المملكة العربية السعودية 1426هـ – 2005م.

كتاب المنتدى الإسلامي (سلسلة تصدر عن المنتدى الإسلامي) ، نحو أداء متميز ، لحلقات تحفيظ القرآن الكريم ، الرياض ، المملكة العربية السعودية ، 1419هـ .

د. أحمد عبد الرحمن عيسى ، في أصول التربية وتاريخها ، دار اللواء للنشر والتوزيع، الرياض، المملكة العربية السعودية 1397هـ – 1977م.

وزارة التربية والتعليم ، التربية الثقافية ، (ط6) ، وكالة النشاط الطلابي ، الخرطوم ، السودان 1996م.

سيِّد لاشين أبو الفرح، دروس مهمة في شرح الدقائق المحكمة في شرح المقدمة الجزرية في مقدمة الأحكام التجويدية، ط2، مكتبة دار الزمان للنشر والتوزيع، المدينة المنورة، المملكة العربية السعودية 1424هـ ـ 2003م.

[*] د . محمد البشير محمد عبد الهادي : مدير إدارة القياس والتقويم التربوي – جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية .

[1]الإمام أبو عبيده محمد بن إسماعيل البخاري ، كتاب فضائل القرآن  ، باب خيركم من تعلم القرآن وعلمه ، حديث رقم 4639.

[2]الإمام الحافظ أبوداؤد سليمان بن الأخشى السجستاني الأزدي ، كتاب الصلاة ، باب في ثواب قراءة القرآن، حديث رقم 1452، ص 147.

[3]عبدالرحمن بن خلدون ، مقدمة ابن خلدون ، دار ومكتبة الهلال ، بيروت ، لبنان 1983م ، ص 334.

[4]الدكتور محمد حسين آل ياسين ، المبادئ الأساسية في طرق التدريس العامة  ، دار القلم ، بيروت ، لبنان 1974 ، ص 11.

[5]المرجع نفسه ، ص 12.

[6]سورة الذاريات الآية (56).

[7]سورة محمد ، الآية (19).

[8]سورة المجادلة ، الآية (11).

[9]الدكتورة كوثر كوجبك ، اتجاهات حديثة في المناهج وطرق التدريس ، عالم الكتب ، القاهرة ، جمهورية مصر العربية 1425هـ – 2004م ، ص 102.

[10]سمير محمد كبريت ، منهاج المعلم والإدارة التربوية ، دار النهضة العربية للطباعة والنشر ،ط1، بيروت ، لبنان 1998م ص 24.

[11]المرجع نفسه ، ص 22.

[12]د. كوثر كوجيك ، مرجع سبق ذكره ، ص 102.

[13]د. ماجد زكي الجلاد ، تدريس التربية الإسلامية (الأسس النظرية والأساليب العلمية) ، دار المسيرة ، عمان الأردن 1425هـ- 2004م ، ص 226.

[14]سورة البقرة ، الآية (121).

[15]سورة البقرة ، الآية (151).

[16]سورة فاطر ، الآية (29).

[17]د. ماجد زكي الجلاد ، مرجع سبق ذكره ، ص 227.

[18]محمد الصادق قمحاوي ، البرهان في تجويد القرآن ، الدار السودانية للكتب ، الخرطوم ، السودان ، 1425هـ – 2004م ، ص 7.

[19]هاشم جمعة جابر ، الحاوي المزيد في شرح أحكام التجويد ، مطبعة الدار العالمية ، الخرطوم بحري ، السودان 1999م ، ص 210

[20]محمد الصادق قمحاوي ، مرجع سبق ذكره ، ص 7.

[21]المرجع نفسه ، ص 7.

[22]المرجع نفسه ، ص 7.

[23]الإمام بدر الدين محمد بن عبد الله  الزركشي ، البرهان في علوم القرآن ، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت ، لبنان ، 1408هـ – 1998م، ص 33.

[24]سورة الفاتحة ، الآية (5).

[25]محمد الصادق قمحاوي ، مرجع سبق ذكره ، ص 60.

[26]د. تاج السر عبدالله الشيخ ، ود. نائل محمد عبدالرحمن ، ود. بثينه أحمد محمد عبد الحميد ، القياس والتقويم التربوي ، ط2 ، مكتبة الرشاد ، الرياض ، المملكة العربية السعودية ، 1426هـ – 2005م، ص 11.

[27]د. ماجد زكي الجلاد ، مرجع سبق ذكره ، ص 257.

[28]الدكتور محمد حسين آل ياسين ، مرجع سبق ذكره ، ص 119.

[29]سورة الطور ، الآية (17).

[30]سورة الواقعة ، الآية (5).

[31]سورة الليل ، الآية (5).

[32]سيِّد لاشين أبو الفرح، دروس مهمة في شرح الدقائق المحكمة في شرح المقدمة الجزرية في الأحكام التجويدية، ط2، كتبة دار الزمان للنشر والتوزيع، المدينة المنورة، المملكة العربية السعودية، 1424هـ ـ 2003م، ص (141).

[33]الدكتور محمد حسين آل ياسين ، مرجع سبق ذكره ، ص 126.

[34]سيِّد لاشين أبو الفرح مرجع سابق، ص (141).

[35]سورة الطور ، الآية (17).

[36]سورة الواقعة ، الآية (51).

[37]سورة الليل ، الآية (5).

[38]كتاب المنتدى الإسلامي (سلسلة تصدر عن المنتدى الإسلامي) ، نحو أداء بتمييز لحلقات تحفيظ القرآن الكريم، الرياض ، المملكة العربي السعودية 1419هـ ص 17.

[39]كتاب المنتدى الإسلامي ، مرجع سبق ذكره ، ص 19.

[40]سورة الإسراء ، الآية (82).

[41]الإمام أبو عبيده محمد بن إسماعيل البخاري ، مرجع سبق ذكره (تخريج سابق) ص2 في البحث

[42] الإمام الحافظ أبو داؤد سليمان بن الأشعث السجستالي الأزدي، سنن أبي داؤد ج4، دار الحديث ـ (طباعة، ونشر، وتوزيع) ط1، (حمص، سوريا) 1393هـ 1973م، كتاب العلم ، حديث رقم (3641) ص (18).

[43]د. احمد عبد الرحمن عيسى ، في أصول التربية وتاريخها  ، دار اللواء للنشر والتوزيع ، الرياض ، السعودية، 1397هـ -1977م ، ص 10.

[44]وزارة التربية والتعليم ، التربية الثقافية (ط6) ، وكالة النشاط الطلابي الخرطوم ، السودان 1996م ، ص 5.

[45]صحيح مسلم بشرح النووي ( المجلد السادس)، مؤسسة مناهل العرفان، بيروت لبنان (بدون تاريخ)، حديث رقم 2626، ص(17).

[46]المرجع السابق نفسه ص 177.

طالع ايضا :تحميل كتاب التعلم النشط PDF

 

Add a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *