تعرف على مصادر المعرفة العلمية الاستقراء و الاستنباط
تعرف على مصادر المعرفة العلمية الاستقراء و الاستنباط
مصادر المعرفة العلمية
ماهو مصدر المعرفة العلمية : هل هو الاستقراء أو الاستقباط أو هما معا ؟ تحاول الأبستمولوجيا، باعتبارها فرع مختص بدراسة أسس المعرفة العلمية، الإجابة عن هذا السؤال
أطروحة الاستقراء
تدعي إحدى المواقف المتطرفة في الابستمولوجيا أن المعرفة العلمية ناشئة أصلا عن التجربة، أى أنها ناشئة عن ملاحظة الواقع. ويؤكد أصحاب هذا الموقف أن العلم استقرائي ، انطلاقا من التاكيد السابق و المتكرر للظاهرة، يمكن القول، مثلا، إنه مع بلوغ هذا المؤشر السوسيو اقتصادي أو ذلك يمكن التنبؤ بأنه ستتولى السلطة، في بلد ماء حكومة غير ديمقراطية. إن ملاحظة الواقع هي التى تؤدي إلى هذا الافتراض، وبالتالي فإن هذا الافتراضي لن يكون سوى مستقرأ.
تمنح أطروحة الاستقراع إذن الأسبقية لجمع الملاحظات عن الظواهر بهدف الاستنتاج الممكن للافتراضات العامة المؤدية إلى بعض الانسجام تتطلق هذه الأطروحة مر اعتبار آن كل ملاحظ دقيق أو ملاحظة الدقيقة وإلى حد ما، بإمكانه القيام بالنشاط العلمي ؛ إذ يمكن أن نغرق في ملاحظة العديد من الوقائع دون أن يكون في مقدورنا إمكانية تنظيمها او القيام باي عمل نضري، نظری. هکذا فمن، فمن السهل جمع عدد كبير من المعطيات حول سلوكات الطفل الذي يعانى مشاكل، مثلا، دون أن يكون في إمكاننا التقدم، ولو بخطوة واحدة، فى فهم هذه المشاكل، لأن من المستحيل تنظيم هذه المعطيات تنظيما محكما و منسق يمكن القول إذن إن ملاحظة الظواهر لا تتضمن تطور المعرفة العالمية.
أطروحة الاستنباط
في أقصى الطرح الايستمولوجي الآخر، هناك أطروحة الاستنباط التي تدعي أن العلاقات الممكنة بين الظواهر ماهى إلا بناءات نظرية يمكن التحقق منها في الواقع، لاحقا في نظر أصحاب هذه الأطروحة لحل استنباطي : إن من الممكن أن نتخيل نظريا أن شعبا ما لا يمكن أن يحافظ على نظام سياسي ما الا اذا كان هذه النظام يساهم في وقف انتشار المشاكل الخطيرة في البلاد
اذا ما اردنا حصر الحديث، نقول انه بامكان اي شخص يظهر بعض قدرات التخمين أو فن الاستدلال أن يدعي أنه يمارس النشاط العلمي، مع احتمال إرجاء المواجهة مع الواقع إلى وقت لاحق، لأن الضرورة ليست مستعجلة. هكذا نرى إذن تعددالنظريات التي تدعي العلمية، والتي ستؤدي فى حال وضعها محل التطبيق إلى نتائج وخيمة. مثلا، أثناء الحرب العالمية الثانية، قام النازيون بإعداد نظريات انطلاقا من استدلالات منسجمة، إلا أنها غير مبنية، انهارت فيما بعد بمجرد دراسة الظواهر ذاتها.
محاولة إيجاد الحل
أن العلم يتضمن دائما لحظات للاستدلال و أخرى للملاحظة، يمكن أن يسبق بعضها البعض الآخر به في بعض الاحيان، هنا يكمن كل النقاش : إن كلم تعمقنا أكثر في هاتين الأطروحتين الكبيرتين (الاستقراء والاستنباط) وتشعبت أبعاد تحليلاتنا لما يحملانه من مضامين علمية ونظرية، بهدف معرفة مصدر المعرفة العلمية، كما اتسعت أكثر دائرة تصوراتنا، و ازداد . ادراكنا أن الأمر يتعلق على مشكلة يتعذر حلها. فالمعرفة العلمية تعتمد على الاستقراء و الاستنباط في نفس اوقت فنحن ننطلق من نظريات مسبقة و كذلك من خلال ملاحظة الواقع فكلاهما عملية ذهنية متسقة مع بعضها البعض،و وعلى كل باحث ان يتعلم توظيف هاذين المنهجين اللذان اصبحا تحصيل حاصل في اي بحث علمي، فهما اساس البحث العلمي
نعاني من مشكلة في وطنني ؟
حقا كثيرا ما نعتمد على افكار مسبقة و نعتقدر انها نظرياتن و الحقيقة هي مسلمات قد لا تكون لها ارضية علمية و قد تنهار ان اسقطناها على الواقع فتبني هذه النظريات بدون ملاحظة علمية قد تكون له نتائج وخيمة مثل الحالة النازية و عليه فالاسلوب العلمي و تبني المنهج الصحيح ليس له تاثير على العلم فقط بل حتى الشعوب.
من اعداد: علي. م باحث في علوم المنهجية
من كتاب موريس انجرس منهجية البحث في العلوم الانسانية