الغذاء المناعي
الغذاء المناعي
المناعة أمر مهم جدًا ليس للوقاية من المرض فحسب، بل أيضاً لنجاح العلاج والشفاء من المرض بوقت أسرع، باختيار الغذاء الصحيح المناسب يكون بالإمكان تقوية أجهزة الدفاع الطبيعية في الجسم وتسهيل انسيابية العلاج وتأمين نتائج إيجابية له، المواد الغذائية الضرورية تربط فاعلية جهاز المناعة إلى حد ما بالوقود الذي نمنحه إياه، بعض الأغذية تحتوي على مواد مغذية معروفة بأنها تحفز جهاز المناعة ويمكن استعمالها لمقاومة الالتهاب ومحاربة السرطان وقد تثير بعض الأغذية لدى قسم معين من الأشخاص استجابة مناعية غير ملائمة وهذا ما يعرف بحساسية الغذاء، هناك مواد غذائية لازمة لجهاز المناعة مثل البروتين والأحماض الأمينية حيث يحتاج الجسم إلى المواد البروتينية لإنتاج الخلايا المناعية والأجسام المضادة إذ أن الإشارات والرسائل التي تتبادلها الخلايا المناعية فيما بينها هي بروتين في تكوينها وهناك مصدران للبروتين هما حيواني ويوجد في الأسماك, اللحوم والدواجن أو نباتي وهو موجود في البقول وفول الصويا ومن الأحماض الأمينية المهمة لتحسين مناعة الجسم هو الأرجنيين الذي يرفع من أداء الجهاز المناعي خاصة أثناء التوتر والضغط العصبي, الكلوتامين له وظائف عديدة من أهمها أنه يعتبر الوقود للخلايا المناعية أما الغذاء ذو المحتوي العالي من المواد الدهنية فإنه يقلل ويخفض من أداء الجهاز المناعي ويؤثر بالسلب في إنتاج وكفاءة الخلايا المناعية المختلفة كما أن السمنة تعتبر من العوامل المؤثرة بالسلب في كفاءة جهاز المناعة فيراعي أن تكون نسبة المواد الدهنية في الطعام 30% من المحتوي الكلي للطاقة وتوزع السعرات الحرارية نسبة أقل من10% للأحماض الدهنية المشبعة ونسبة 10% للأحماض الدهنية غير المشبعة كزيت السمك والزيوت النباتية أما في حالة أمراض الالتهابات والحساسية الذاتية مثل حساسية الغذاء, الروماتيزم والسكر من النوع –1 وتصلب الشرايين فيتم تعديل النسبة السابقة بزيادة نسبة زيت السمك، أن قدرة الخلايا المناعية القاتلة للأورام تزيد عندما تنخفض السعرات الحرارية للدهون من32– 22%, تزيد قدرة الخلايا المناعية لدى المسنين عندما تنخفض الدهون في الغذاء من32– 27% ورد فعل الخلايا المناعية بوجه عام يزيد مع انخفاض معدل الدهون في الطعام من30–25%، إن جهاز المناعة كمعظم الأجهزة في الجسم يعتمد على التغذية السليمة، يعرف أن سوء التغذية يؤدّي إلى نقص المناعة المكتسبة كما أن الإفراط في الغذاء يرتبط بأمراض مثل السكري والبدانة التي يعرف أنها تؤثر على وظيفة المناعة، كذلك النقص في بعض المغذيات والمعادن يمكن أن يؤثر على المناعة، إن بعض المأكولات كالفاكهة والخضراوات والمأكولات الغنية في الأحماض الدهنية قد تعزّز سلامة جهاز المناعة، أن بعض الأعشاب تحفّز جهاز المناعة مثل عرق السوس، إشنسا، الجنسنغ، الثوم، البلسان، الزوفا وكذلك العسل، يمكن القول ببساطة إن الغذاء السليم يعني تناول الغذاء الجيد النوعية، فالأغذية التافهة مثل الأغذية السريعة التحضير, الحلويات, الكاتو والمربيات تشبه الفحم الحجري الملقم الى النار والذي لا يحترق جيداً أما الفاكهة, الخضراوات والحبوب الكاملة فتحترق بصورة أفضل، لذا تقضي الطريقة الصحيحة في التركيز على القيمة الغذائية لأي غذاء تأكله بالاضافة الى الطاقة التي يوفرها فالسكر النقي مثلاً يوفر فقط وحدات فارغة خالية من المواد
المغذية فيما توفر الفاكهة الفيتامينات والألياف الأساسية إضافة إلى السكر الطبيعي لذا يجب تناول الأغذية ذات الأثر الايجابي في التغذية، إن جهاز المناعة السليم يحمي من الجراثيم والفيروسات المؤذية وإذا ضعف هذا الجهاز يزداد احتمال التعرض لالتهابات مثل الزكام والانفلونزا وهناك دور أساسي لجهاز المناعة ألا وهو الحؤول دون مرض السرطان فهو يكشف ويدمر الخلايا غير العادية التي إذا أهملت يمكن أن تتحول إلى سرطان،يتضح أن ضعف جهاز المناعة يزيد من احتمال الإصابة بالسرطان كما أن المرض يحدث أحياناً نتيجة الافراط في نشاط جهاز المناعة كما هي حال التهاب المفاصل الرثياني، أنه يمكن معالجة سوء عمل جهاز المناعة وإفراط نشاطه من خلال تناول النوع الصحيح من الغذاء، أحدث أساليب الرجيم والتغذية وفق فصائل الدم كان اختيار الغذاء المتكامل والمناسب لكل فرد وتصميم برامج الرجيم والرشاقة تعتمد في السابق على طبيعة الغذاء نفسه, مكوناته وعناصره دون أدنى اعتبار لفصيلة الدم التي يحملها الانسان ومدى تأثيرها على جودة الغذاء وفاعلية برامج الرشاقة، اذ تتضح حقيقة الأختلاف في ردود الأفعال تجاه النظم الغذائية المختلفة ولكي ينجح النظام الغذائي فإنه يجب تقديم لحوم خفيفة قليلة الأحتواء على الدهون وأن تكون غير معالجة في الهورمونات أو المضادات الحيوية وذلك بالاضافة لتقديم الدجاج والأسماك بالتبادل مع اللحوم الحمراء أي أن الالتزام بنظام غذائي سليم ومتوافق مع طبيعة الجسم لا يهدف فحسب لمد الجسم بالمغذيات الضرورية وانما يهدف كذلك لتقليل القابلية الزائدة للأصابة بأبرز أمراض العصر، التغذية الجيدة هي مفتاح أساسي من مفاتيح الحفاظ على الصحة الجيدة لذلك نجد أن الأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية هم أكثر الأشخاص عرضة للأمراض وان بعض الأغذية تعتبر دواء مثل ما تعتبر غذاء والسبب في ذلك انها تساعد في امداد الجسم بطاقة عالية, تقوي أجهزة المناعة في الجسم, تقوم بتخفيض مستويات الكولسترول في الجسم, تحمي من سرطان الدم وضغط الدم، هناك علاقة وثيقة بين الحالة الغذائية للأفراد ومدى كفاءة الجهاز المناعي لديهم كما أن التعزيز في العناصر الغذائية قد يُقوي وينشط الجهاز المناعي ولكن يجب الانتباه إلى أن استعمال بعض العناصر الغذائية بتركيزاتٍ عاليةٍ في صورة فيتامينات أو أملاح معدنية أو أي عناصر أخرى قد يكون لها تأثير سلبي بكبت أو تثبيط الجهاز المناعي وتؤثر عدة عوامل خارجية ووراثية على وضع مناعة الجسم أو توازنها وأهم عامل خارجي هو التغذية حيث يحتاج جهاز المناعة الذي يعتبر أكبر أجهزة الجسم إلى الكلوكوز والكلوتامين للطاقة وإلى الأحماض الأمينية أو البروتينات لتصنيع خلايا الدم البيضاء ومضادات الأجسام وللنمو وانقسام الخلايا ويحتاج إلى الأحماض الدهنية للطاقة ولمرونة ونفاذية جدران الخلايا لتسهيل عمل المستقبلات العصبية كما يحتاج إلى الفيتامينات كمساعدات للإنزيمات ولمحاربة تاكسد الخلايا ويحتاج إلى المعادن والعناصر المعدنية الضئيلة كمساعدات للإنزيمات.
تأثير العناصر الغذائية على نظام مناعة الجسم
1. نقص البروتين: يؤدِّي نقص البروتين في الغذاء إلى كبت المناعة وارتفاع معدل الإصابة بالأمراض المعدية، يؤثر على حجم الغدة الثيموسية فيصبح حجمها أقل من الطبيعي، يقل عالحيوانية كاللحم, الأسماك, الدواجن, منتجات الألبان والبيض تفي بالغرض وتسد النقص في الغذاء.
2. نقص البروتين والطاقة: يؤدِّي نقص البروتين والطاقة عند الأفراد المصابين به إلى إضعاف البلعميات الكبيرة في الجهاز التنفسي، تثبط نشاط الخلايا القاتلة الطبيعية كما يحدث نقص في إنتاج الأجسام المضادة في الطحال وتثبيط وظائف المناعة المتكيفة والمناعة الخلوية وبالتالي تزداد نسبة الإصابة بالأمراض المعدية نتيجة انخفاض تركيز الأجسام المضادة ونقص في إنتاج السيتوكينيز مثل الإنترلوكين والإنترفيرون.
3. نقص الدهون والأحماض الدهنية الأساسية: نقص الدهون في الغذاء إلى تحسين نظام المناعة في الجسم أما بالنسبة لنقص الأحماض الدهنية الأساسية فإن ذلك يؤدِّي إلى تقليل تخليق مركبات سيتوكينيز وبالتالي خلل في مناعة الجسم.
4. نقص الفيتامينات الذائبة في الماء: النقص الشديد في فيتامين A يؤدِّي إلى ضمور الغدة الثيموسية والطحال ونقص في إنتاج الخلايا الليمفاوية وكريات الدم البيضاء، نقص فيتامين D يؤدِّي إلى ضعف الاستجابة للكلوبيولينات المناعية ويضعف تكاثر الخلايا الليمفاوية والمقاومة العامة بينما نقص فيتامين A فقد ثبت أن نقصه يؤدِّي إلى ضعف الاستجابة المناعية.
5. نقص في الأملاح المعدنية: نقص الحديد يؤدِّي إلى قلة المناعة الخلوية والمتكيفة, يقل تركيز الخلايا الليمفاوية ويقل نشاط الخلايا القاتلة الطبيعية, يقل إنتاج الإنترلوكين –1 والإنترلوكين –2، قلة الاستجابة للخلايا النتروفيلية لقتل البكتريا والفطريات، وبالتالي زيادة معدل العدوى فإن نقص النحاس يؤدِّي إلى نقصٍ في كريات الدمدد الخلايا الليمفاوية وخاصةً خلايا T والخلايا B المنتجة لكلوبيولين المناعة، البروتينات سواء النباتية كالبقوليات عمومًا وكلوتين القمح .
التغذية الخاطئة
أن التغذية الخاطئة والضغوط النفسية تشكل خطورة كبيرة على جهاز المناعة لجسم الإنسان لأن الخلية المناعية قد تتعرض للتلف كأي خلية أخرى للمحافظة على جهاز المناعة يجب التحكم في الوزن, المحافظة على طبقة الميركوزا الجلدية التي تمنع الميكروبات من اختراقها, ممارسة الرياضة بشكل منتظم, الابتعاد عن الضغوط النفسية, أخذ قسط كاف من النوم, الغذاء الصحي المتوازن أي الإكثار من الفواكه الطازجة على مختلف أنواعها وتناول فيتامين E ,C ,A حيث أن A يساعد على تقوية الجلد, C مضاد للإصابات الفيروسية حيث يزيد من مستوى الأنترفيرون في الجسم وE الذي يحتل دورا بارزا وخصوصا لدى المسنين ويقليل من الإصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايي ومصادره هي الزيوت النباتية, المكسرات, الخضراوات الورقية, والبيض, البرتقال والجزر.
الاغذية الحامضية والقاعدية
يقصد بالحامضية والقلوية التوازن الحامضي والقلوي والمعروف بالرمز PH وهو يشير إلى قياس الحموضة والقلوية ويشير 7 إلى التعادل بين الحموضة والقلوية وهي درجة الماء النقي، كلما انخفض الرقم عن 7 دل ذلك على الحامضية وبالعكس كلما ارتفع عن 7 دل على القلوية، إن جسم الإنسان بما فيه من خلايا وسوائل, مواد بين خلوية وجميع التركيبات الداخلية تتأثر كثيراً بحموضيتها وقلويتها بما يتناوله الإنسان من غذاء وبالتالي فإن نوع التغذية وإن كانت حامضية أو قلوية لها تأثير على خلاياه وسوائله وأكثر ما يتأثر من خلاياه هي الخلايا المناعية التي تنتظر تغذية صحيحة وسليمة كالجنود في ميادين الحرب إن ضعفت تغذيتهم خارت قواهم وتأثرت صحتهم وبالتالي يضعف أدائهم ولتعزيز صحة الإنسان يجب أن يتناول ما نسبته 75% غذاءً قلوياً و25% غذاءً حامضياً لأن التأثير على الجسم خاصة الخلايا المناعية في إبقائها خلايا قلوية تعزيزا للمناعة والصحة، أن تناول المشروبات والاغذية الحامضية والقلوية له تاثير على التوازن الحمضي/القلوي لخلايا الجسم بما في ذلك الخلايا المناعية ولكن هذا التأثير لا يقوم على تركيبته الكيميائية الأصلية للغذاء والمشروب إنما يقوم على رماده أي ما يبقى منه بعد عملية الهضم أي ان ناتج عملية الهضم يصبح رمادا حمضيا أو رمادا قلويا حسب تلك المشروبات والاغذية الذي نتناولها وبالتالي فإن الخلايا المناعية وكذلك الدم السائل الذي تسبح فيه وما بين الخلايا من مواد بينية كلها تكتسب حموضيتها وقلويتها مما تتغذى به خاصة أن الجهاز المناعي يستمد قوته من الجهاز الهضمي وما يصله من حامضية وقلوية يكون له بالغ الأثر في خلاياه ولا يعادل هذا الأثر سلباً وإيجاباً، ضعفا وقوة إلا تأثير الانفعالات ومما يزيد الحامضية هو تيغ السكائر، مكسبات اللون, المواد الحافظة, السكريات الصناعية والمكررة، الأغذية المعدة بالتحمير، قد تزيد أو تنقص في درجة الحموضة والقلوية فالحب, الرضا, التأمل, اللطف, اللين والرفق ترفع القلوية بينما الكره, الخوف, الغضب والقلق فإنها ترفع الحامضية في الجسم وهذا ما يفسر أن خلايا الجهاز المناعي عند المرض تتدهور بسبب ما يصحب المريض من خوف, قلق وتوتر وعادة ما يساعد على صحوة الخلايا المناعية, قوتها ومناعتها.
المصدر :
كتاب : الموسوعة الغذائية الشاملة 8 – التغذية المناعية ٫جاسم جندل٫ دار البداية ٫٢٠١٣ ص : ١٣٢-١٣٣-١٣٤.