التسوق الالكتروني في الدول العربي حقائق وأرقام.

قدر عدد سكان الدول العربية سنة 2020 أكثر من 360 مليون نسمة في 21 دولة عربية من المحيط الى الخليج، ولو افترضنا انها هذا الامتداد يشكل دولة واحدة لكانت تعتبر 3 دولة في العالم من حيث السكان بعد كل من الصين والهند.

وعرفت المنطقة العربية في السنوات الأخيرة تطور كبير في مجال التجارة الالكترونية، رغم انها تعتبر من المناطق القليلة في العالم التي مازالت متخلفة جدا في هذا المجال، لو استثنينا دولة الإمارات والتي دخلت هذا المجال منذ سنة 2004 بعد إطلاق أول متجر الكتروني عربي والذي اسبه يعرف باسم سوق دوت كوم.

معدلات التجارة الالكترونية العربية 

ان ارقام التجارة الالكترونية في المنطقة العربية تتغير بشكل كبير جدا في أخر السنوات فقط انتقلت من 8.5 مليار دولار سنة 2017 لتصل سنة 2019 الى حوالي 17 مليار دولار، وحسب الرئيس التنفيذي لشركة نون للتجارة الالكترونية من المتوقع ان تبلغ قيمة التجارة الالكترونية في المنطقة العربية سنة 2022 حدود 27 مليار دولار.

وتقدر نسبة النمو في هذا القطاع حوالي 30 بالمئة وهي نسبة مرتفعة جدا ومشجعة على الاستثمار في هذا لاقطاع المربح، وهذا ما دفع بشركة أمازون الى شراء أكبر متجر في المنطقة وهو متجر سوق دوت كوم في صفقة بلغت 1 مليار دولار.

كما ان انتشار التجارة الإلكترونية ساهم في بروز قطاع أعمال جديد سيساهم بكل تأكيد في تخفيض نسبة البطالة في المنطقة العربية ، من خلال بروز أعمال ذات علاقة بهذا النشاط، حيث نلاحظ نمو التسويق الالكتروني  والتسويق من خلال عروض و كوبونات التخفيض والأكيد ان نمو هذه الاعمال الجديد سيقلص من الضغوط على ادولة الوطنية في مجال التقليص من معدلات البطالة في الكجتمع العربي والذي معروف عنه انه مجتمع شاب.

معوقات التجارة الإلكترونية في المنطقة العربية  : دول مختارة 

رغم ازدهار التجارة الالكترونية في بعض الدول العربية كمصر والسعودية والامارات العربية المتحدة، الا ان بعض الدول العربية مازالت بعيدة عن هذا النمط المتطور من التسوق ٬

• الجزائر :

تعتبر الجزائر دولة قادرة حيث تعتبر أكبر دولة في افريقيا بمساحة توزاي 2.3 مليون كلم مربع وبعدد سكان يفوق 43 مليون نسمة، وتأتي في الترتيب الثاني بعد مصر من حيث عدد السكان، ورغم امتلاكها لموارد مالية كبيرة الا انها لم تتطور كثير في مجال التجارة الالكترونية لعدة اعتبارات نذكر منها:  

أولا: تخلف النظام المالي 

يعتبر النظام المالي في الجزائر متخلف جدا، حيث العملة المحلية غير قابلة للصرف مقابل العملات الاجنبية، والمتحكم الرئيسي فيها هو السوق السوداء وبالتالي فادولة بحاجة الى قرارات شجاعة لتعويم العملة، من أجل القضاء على الوبيات التي تتحكم في العملة بعيدا عن رقابة الدولة.

ثانيا : البنية التحتية

تحتاج الجزائر الى تجهيز بنيتها التحية بشكل أفضل من اجل تلبية شروط التجارة الالكترونية، فمن غير السهل ايصال طلبيات الى مناطق واسعة وتلك المناطق غير مجهزة بالانترنت مثلا، للحاجة الى استخدان خرائط جوجل في العثور على المنازل.

ثالثا : الارادة السياسية واقتصادية

هذه أهم نقطة فبدون إرادة سياسية فمن غير الممكن ولوج هذا الفضاء الواسع الخاص بالتجارة الالكترونية، حيث يتيح هذا الفضاء للجزائر امكانيات كبيرة لتوفير آلاف مناصب الشغل والتحول الى العالم الرقمي.

بالإضافة الى الجزائر هناك العديد من الدول العربية التي مازالت تعاني في هذا المجال ونذكر منها : تونس 12 مليون نسمة، المغرب 37 مليون نسمة، السودان 40 مليون نسمة.

طالع ايضا :تحميل مذكرات تخرج في التجارة الالكترونية بصيغة pdf

نماذج ناجحة للتجارة والتسوق الالكتروني 

وفي المقابل هناك عدة نماذج ناجحة للتجارة الالكترونية في المنطقة العربية في 3 دول رئيسية ذكرناها سابقا هي مصر والسعودية والامارات حيث شهدت هذه الدول بروز عدة متاجر اهمها : 

• متجر سوق  : يعتبر هذا المتجر أقدم متجر عربي على الاطلاق تم إطلاقه سنة 2005  ويقدم هذا المتجر حوالي 20 مليون منتج ومنذ سنة 2017 اصبح هذا المتجر تابع لشركة امازون الامريكية، حيث قامت هذه الأخيرة بشراء المتجر.
• متجر نون : يعتبر متجر نون  ثاني أكبر متجر عربي بعد سوق وهو منافسه الاول لانه ينشط في نفس الدول التي ينشط فيها سوق، رغم حداثته حيث أطلق سنة 2016 فقط من قبل مجموعة من المستثمرين السعوديين والاماراتيين والكويتين، واصبح هذا المتجر محج العديد من الناس خاصة للراغبين في شراء الهواتف الذكية، حيث يقدم اسعار تنافسية جدا مقارنة بالسوق في المحلات العادية، او حتى بقية المتاجر الالكترونية  مثل سوق.

في الأخير يجب على بقية الدول العربية أن تحذو حذو الدول العربية التي تطورت فيها التجارة الالكترونية لانه امر حتمي، فمثلا خلال وباء كورونا الذي يضرب العالم هذه الايام لعبت التجارة عن بعد في تخفيض معدلات العدوى فالشخص الذي يتسوق اون لاين لا يحتاج الى الدفع النقدي الذي ينقل العدوى عبر الاموال، ،ولا يحتاج الى الاحتكاك بالاخرين في السوق، وبالتالي فالتجارة الالكترونية تقدم العديد من الخدمات سواء في الحالات العادية او الاستثنائية.