صناعة الألعاب والاقتصاد الرقمي

تسيطر التكنولوجيا الحديثة على اقتصاد العالم خلال الفترة الحالية، ولا يغفل أحد عن أهمية التقنيات الحديثة في تسريع وتسهيل إجراء المعاملات التجارية محليًا ودوليًا. تعتبر صناعة الألعاب واحدة من الصناعات الرقمية الحديثة التي شهدت ازدهارا كبيرًا على مدار السنوات القليلة الماضية. تكمن أهمية صناعة الألعاب هذه في دورها الكبير على التنويع الاقتصادي في الدول العربية على وجه التحديد، كما أنها تعزز الاقتصاد المحلي لهذه الدول.

انتعاش الألعاب الإلكترونية

ظهر مفهوم الاقتصاد الرقمي لأول مرة في عام 1995، ويشير إلى الأنشطة الاقتصادية التي تعتمد بشكل أساسي على الإنترنت والتقنية الحديثة. تعتبر صناعة الألعاب الإلكترونية واحدة من صور الاقتصاد الرقمي حيث أنها تعتمد على الأجهزة الذكية، وتتم المعاملات بها بشكل أساسي على أجهزة الكمبيوتر ولا غنى على الإطلاق عن استخدام الإنترنت في هذه الصناعة.

اكتسبت صناعة الألعاب الإلكترونية الكثير من الأهمية لما لها من تأثير كبير على الاقتصاد المحلي، كما أن هناك ملايين وملايين من المستهلكين في هذه الصناعة في المنطقة العربية. فقد يصل عدد مستخدمي الألعاب الإلكترونية في مصر والسعودية والإمارات فقط لأكثر من 70 مليون مستخدم، وتشير بعض الإحصائيات إلى أن هناك أكثر من 3 مليار مستخدم للألعاب الإلكترونية في جميع أنحاء العالم.

تعمل العاب الفيديو الإلكترونية على الأجهزة الذكية، وهناك نسبة كبيرة من اللاعبين الذين يفضلون الوصول إليها من خلال منصات اللعب الإلكترونية التي توفر الكثير من الألعاب الفورية بدون تحميل وتتيح التسجيل المجاني. يمكن للاعبين التسجيل مجانا في موقع كازينو YYY اون لاين والوصول إلى العديد من الألعاب الإلكترونية المختلفة منها العاب روليت والعاب بلاك جاك والعاب سلوتس وغيرها. كما يحصل اللاعب على جوائز نقدية عند الفوز في أي لعبة مما يجذب إلى هذه النوعية من الألعاب الكثير من المستخدمين.

الانتشار الكبير للألعاب الإلكترونية جعل منها صناعة رقمية كبيرة مترامية الأطراف وتدخل بها الكثير من أنواع الشركات المختلفة، كما أنها تدر الكثير من الإيرادات والتي وصلت مع نهاية 2022 إلى أكثر من 200 مليار دولار حول العالم. لهذا، تهتم بها الكثير من الدول العربية وتضخ الكثير من الاستثمارات في هذا المجال لكي تستفيد من العوائد الضخمة التي تعود بها هذه الصناعة الرقمية.

جوانب اقتصاد صناعة الألعاب الإلكترونية

تبدأ صناعة الألعاب الإلكترونية من مرحلة البرمجيات حيث تتخصص شركات برمجيات العاب الفيديو في صناعة محتوى اللعبة. هذه المرحلة تأخذ الكثير من الوقت والجهد حيث تمر بأكثر من خطوة بداية من فكرة اللعبة، مرورًا بكتابة قصة اللعبة، تجربة اللعبة بشكل فعلي حتى تخرج اللعبة إلى النور. من أكبر وأشهر شركات برمجيات الألعاب الإلكترونية المعروفة هي شركة سوبر سيل، شركة ايبك جيمز، شركة العاب مايكروسوفت، شركة جوجل وغيرها.

على الرغم من أن الغالبية العظمى من شركات برمجيات الألعاب الإلكترونية هي شركات أجنبية، إلا أنه ظهر عدد من شركات برمجيات الألعاب العربية المتوسطة والتي بدأت في المنافسة في هذا القطاع وأحرزت تقدمًا ملحوظًا، كما أنها تحظى بمستقبل جيد وخاصة مع توافر الموارد البشرية من الشباب العربي صاحب الإبداع والابتكار في هذا المجال.

بعد انتهاء مرحلة برمجية الألعاب، يأتي دور قطاع أخر من الصناعة وهي شركات الإعلان والتسويق حيث تتولى هذه الشركات مهمة نشر اللعبة بين المستخدمين. بعد أن تحظى اللعبة بالانتشار المناسب، تبدأ شركات تنظيم البطولات في تنظيم بطولات لهذه اللعبة سواء داخل دولة معينة أو على المستوى الإقليمي أو العالمي.

تمثل الشركات مصنعة الأجهزة الذكية مثل الهواتف الذكية والكمبيوتر جزءًا من الصناعة. فبدونها لن يتمكن المستخدمين من تشغيل الألعاب الإلكترونية أو الوصول إليها من الأساس. فوق ذلك، تشارك الشركات موفري خدمات الإنترنت في الصناعة حيث تعمل هذه الألعاب عبر الإنترنت. هناك شركات أخرى تعمل في هذه الصناعة بشكل غير مباشر ومنها موفري الخدمات المالية عبر الإنترنت.

لذا، تمثل صناعة الألعاب الإلكترونية صناعة رقمية حديثة مترامية الأطراف ويشترك بها العديد من الشركات. اهتمام الدول العربية بهذه الصناعة يساعد بشكل كبير على تعزيز الاقتصاد المحلي لهذه الدول ويعمل على التنويع الاقتصادي. فالشركات المختلفة المسؤولة عن الصناعة تعمل على توفير الكثير من فرص العمل للشباب العربي، وتتم المعاملات المالية بشكل آمن وسريع عبر الإنترنت.

في الختام، نؤكد على أن صناعة الألعاب الإلكترونية هي صناعة المستقبل، وعلى الدول العربية أن تبذل المزيد من الجهد وضخ المزيد من الاستثمارات في هذه الصناعة. تمتاز المنطقة العربية بصفة عامة بطابع الاستهلاكية في هذا المجال، ولم تدخل في مراحل الانتاج بشكل كبير مما يجعل منها بيئة مواتية تجذب إليها كبار المستثمرين الاجانب. علينا تهيئة الأجواء والمناخ لهذه الشركات الكبرى للعمل في الصناعة، ومن الضروري تشجيع الشركات المحلية العربية على النهوض والتطور بها. 

طالع ايضا : مستقبل التجربة التكاملية الأوروبية ما بعد البريكسيت PDF

Add a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *